19/04/11 21:49
مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلثاء في 19/4/2011
* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"
صحيح ان اللقاء المسيحي في بكركي لم يخرج بمواقف، لكن الصحيح اكثر أن اللقاء بحد ذاته حدث بالمصافحة اولا والمصالحة ثانيا وبالمداولة بالملفات ثالثا وربما تأتي التفاصيل في لقاءات مقبلة، والمهم ان خطوة البطريرك الجديد موفقة في جمع الاضداد ربما مستقبلا على جوامع مشتركة.
وإذا كان في لبنان هذا الحدث، فإن الاحداث في المنطقة سجلت تطورات جديدة ابرزها: رفع الحكومة السورية حال الطوارئ وإلغاء محكمة أمن الدولة العليا.
وعلى الصعيد اليمني هناك جديد أيضا باجتماع وزراء الخارجية الخليجيين في ابو ظبي مع وفد حكومي بعد ثمان واربعين ساعة من الاجتماع مع وفد المعارضة، وقبل ساعات من انعقاد مجلس الامن الدولي حول اليمن ايضا.
وعلى الصعيد الليبي برز عسكريا قصف عنيف لمصراته وسقوط اطفال قتلى وقول وزير الخارجية الفرنسي ان الغرب لم يحسن تقدير قوة القذافي العسكرية واعلان روسيا ان اسقاط القذافي امر مخالف لقرار مجلس الامن القاضي بحماية المدنيين فقط.
بالعودة الى سوريا وكما ذكرنا فان الحكومة رفعت حال الطوارىء بمشروع قانون يوقعه الرئيس بشار الاسد وترافق ذلك مع بيان لوزارة الداخلية بحظر التظاهرات والاعتصامات عقب ليل ساخن في حمص.
********************
* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المستقبل"
بعد ما يقارب الخمسة اسابيع على بدء التحركات الاحتجاجية في سوريا اعلن في دمشق ان مجلس الوزراء السوري اقر مشروع مرسوم يقضي بانهاء حالة الطوارئ، ويتضمن القرار تنظيم حق التظاهر. كما اقر المجلس مشروع مرسوم لالغاء محكمة امن الدولة العليا. ويأتي قرار رفع حال الطوارئ بعد ساعات قليلة على اعلان وزارة الداخلية منع المسيرات او المظاهرات او الاعتصامات تحت اي عنوان كان حفاظا على الاستقرار.
هذا في سوريا، اما في لبنان فان قرار عرقلة تشكيل الحكومة لم يرفع حتى الآن، فمن يقف وراء تعطيل ولادة الحكومة الجديدة؟ الرئيس المكلف نجيب ميقاتي يقول اننا في حال فرز رهيب وواقع المنطقة صعب واي خطوة تظهر ان هناك تعطيلا من احد او غلبة لأحد نخشى ان تؤدي الى تأزيم الوضع. العماد ميشال عون يضع تعثر الولادة في خانة الرئيس المكلف ويعتبر ان هناك تواطؤا بين ميقاتي والرئيس ميشال سليمان على خطف وزراء من حصته المسيحية. الرئيس نبيه بري انتقل من حسم مواعيد التأليف والتصريحات المتتالية عن قرب ولادة الحكومة الى التسليم بعدم الافراط في التفاؤل لأن الولادة باتت تتطلب صلاة استسقاء. مجموعة الوفاء للمقاومة في "حزب الله" ترد التعطيل الى تأخر قوى الرابع عشر من آذار في اعطاء اجوبة للرئيس المكلف، فكل ازمات الكون في هذه الايام هي بالنسبة ل"حزب الله" مرتبطة بتيار "المستقبل" وقوى الرابع عشر من آذار. اما الرئيس ميشال سليمان فيقف على رصيف الانتظار ينتظر الفرج دون ان يعلم من اين سيأتي والضربات تأتيه واحدة تلوة الاخرى، تارة من ميشال عون وجوقة الاصلاح والتغيير وتارة من سليمان فرنجية الذي اكتشف ان هناك مؤامرة علنية تضغط على ميقاتي لمنعه من تشكيل الحكومة، وصولا الى وئام وهاب الذي لا يترك اطلالة اعلامية الا ويبل يده من خلالها برئيس الجمهورية. واذا كان الوزير غازي العريضي وقف قبل يومين صارخا الشعب يريد ولادة الحكومة فان الشعب يتساءل بعد قرابة تسعين يوما، من يكبل يدي الرئيس المكلف نجيب ميقاتي وهل بات الرئيس المكلف ثقيلا على قلب حلفائه الجدد،ام ان هناك اجندة سياسية وامنية وقضائية واقليمية لا يمكن لميقاتي ان يتجنبها، لقد استدرج الرئيس نجيب ميقاتي الى فخ رئاسة الحكومة وهو وقع في الفخ بملء ارادته وامامه اجندة معقدة على قياس "حزب الله" وحلفائه في قوى الثامن من آذار. في الاجندة مصير المحكمة الدولية وتداعيات القرار الاتهامي المرتقب في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، وفي الاجندة الموقف المتعاظم من استخدام السلاح في بت الخلافات السياسية ومصير الحوار الوطني والبند الوحيد المدرج على جدول اعماله والمتعلق بالاستراتيجية الدفاعية. ومن الاجندة ايضا المشهد الاقليمي المترامي الاطراف من القاهرة الى دمشق وما بينهما من حراك شعبي وسياسي ومواجهات تمتد من الصحراء الليبية الى صحراء الخليج، وآخر ما في الاجندة التي تقض مضجع الرئيس المكلف قضية الهجوم الذي يتعرض له تيار "المستقبل" والاستنابات التلفزيونية التي صدرت من سوريا عن اتهام النائب جمال الجراح بتمويل التحركات الشعبية للمعارضة السورية، وهنا بيت القصيد.
الى اين ستذهب حكومة الميقاتي وكيف سيتصرف رئيسها مع هذه الملفات ومع الدعوات المتكررة لرفع الحصانة عن النائب الجراح وتحميل تبعات ما يجري في سوريا لتيار "المستقبل"، الرئيس المكلف محموم بكل ذلك وهو عاجز عن الهروب وعجز عن المبادرة، فيما تبدو المبادرة التي اطلقها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خطوة في اتجاه لملمة الصف المسيحي، بعدما نجح في جمع الاقطاب الموارنة الى طاولة واحدة.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار "المؤسسة اللبنانية للارسال"
بعد ثمانية واربعين عاما على فرضه واربعة ايام على اعلان الرئيس بشار الاسد، اقرت الحكومة السورية انهاء حالة الطوارئ والغاء محكمة امن الدولة العليا وتنظيم التظاهرات. وفي الوقت نفسه دعت وزارة الداخلية المواطنين الى الامتناع في الظروف الراهنة عن القيام باي مسيرات او اعتصامات او تظاهرات تحت اي عنوان كان، وذلك بعد ساعات من اتهام الوزارة جماعات سلفية بتنظيم تمرد مسلح.
وهكذا تكون السلطات السورية تمارس سياسة اللين والحزم معا بعد شهر من اندلاع اولى التظاهرات التي اتسعت جغرافيا وعدديا، مع الملاحظة انها انتقلت من الدعوة الى اصلاح النظام الى المجاهرة باسقاطه.
لكن تطور الحركة من مجرد شبان يلتقون على موقع الفايسبوك كما قال محللون سوريون لوكالة فرانس برس الى نشوء مجموعات مسيسة وتتمتع بالتصميم كالاخوان المسلمين وبعض الشيوعيين السابقين شكلوا العمود الفقري للحركة التي باتت منسقة، ما ينذر بمؤشرات على مواجهة يبدو ان النظام يستعد لاستعمال العصا الغليظة لها، لا سيما بعد اعلانه المتكرر عن استهداف الضباط والجنود كما حدث في حمص والبيضا ليل امس.
الحدث السوري تتوالى انعكساته لبنانيا. فبعد قضية النائب جمال الجراح اعلن اليوم عن توقيف عناصر ينتمون الى حزب "التحرير الاسلامي" على خلفية الدعوة الى تظاهرة ضد النظام السوري يوم الجمعة المقبل في طرابلس. علما ان وزير الداخلية احال الامر اليوم الى مجلس الامن الفرعي في الشمال لبت موضوع التظاهر. تزامنا كان شيخ الازهر يطالب حكام سوريا وليبيا واليمن بان يوازنوا بين الاعراض الزائلة وحرمة دماء المسلمين التي عصمتها الشريعة الاسلامية والقيم العربية الاصيلة.
في هذا الوقت استمر العنف الدموي في تظاهرات اليمن، وتواصل القصف والمعارك في ليبيا وسط المراوحة في المأزق العسكري والديبلوماسي. فوزير الخارجية الفرنسية الان جوبيه اعلن انه يعارض كليا ارسال قوات الى ليبيا فيما يحتاج الحلف الاطلسي الى قرار وعناصر ودعم اميركي لكسر الحلقة الراهنة في الوضع الليبي.
لكن قبل استعراض هذه التطورات لا بد من التوقف عند اللقاء النادر الذي جمع اربعة قادة موارنة في بكركي تحت رعاية البطريرك الراعي والذي تخللته مصافحة اولى بين الدكتور سمير جعجع والنائب سليمان فرنجية.
**********************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
قبل إنقضاء مهلة الأسبوع التي حددها لها الرئيس السوري الغت حكومة عادل سفر حالة الطوارئ ومحكمة أمن الدولة العليا ووضعت مشروع قانون ينظم حق التظاهر السلمي. وفي الشكل يبدو أن الحكومة السورية تعتمد سياسة اللين والحزم في آن معا، ربما لأن تحقيق الإصلاحات يتطلب مرونة مطلوبة شعبيا، بقدر ما يستدعي الحفاظ على التحكم بمسار الأحداث باتخاذ تدابير ميدانية تمثلت أولا بتحديد هوية الجهة التي تقف وراء قتل عدد من الجنود والضباط السوريين، خصوصا في حمص وبانياس، وثانيا طلب وزارة الداخلية عدم التظاهر تحت أي عنوان.
لبنانيا متابعة الحدث السوري مستمرة، ومع تقدمه الى الواجهة سجل لقاء بكركي بين البطريرك الماروني وقادة القوة المسيحية البارزة جمعة على خير بحسب المفترض بطريركيا، إحتل فيها الراعي قطب الطاولة المستطيلة محاولا توسط حبال قضايا مسيحية ولبنانية وقومية.
وفي المضمون بيان مقتضب يحمل توصيفات ايجابية لاجواء اللقاء القابل للتكرار مرة أخرى إذا اقتضت الحاجة الى ذلك، والحاجة تلك يوضع تحديدها بيد البطريرك.
العماد ميشال عون قال "إن اللقاء لم يكسر الجليد، ولكنه يمكن أن يتحول الى حوار"، أما حكوميا فإعتبر عون "أن المشكلة حول وزارة الداخلية ليست معه"، وحكوميا أيضا تأكيد ل"حزب الله" على أن الحلول متاحة لإنجاز حكومة وطنية تثبت فشل رهانات الآخرين.
******************
* مقدمة نشرة أخبار ال "أو تي في"
كما في كل سنة، يدخل المسيحيون أسبوع الآلام على رجاء القيامة، وهو ما ينطبق الى حد بعيد على الواقع السياسي اللبناني الملبد والذي لا بد ان يشهد نهاية سعيدة بعد الآلام التي تسود الآن.
ففي بكركي عقد اللقاء المسيحي الذي طال انتظاره، في أجواء صريحة وصلت الى حد الجرأة في بعض محاوره. فبعد مقدمة روحية للأب الحبيس يوحنا خوند والذي يخرج للمرة الأولى من محبسته منذ العام 1998 تلبية لرغبة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، وبعد قراءته لفصول من إنجيل يوحنا ما دفع العماد عون الى التعليق قائلا إنها بداية رائعة، جرى فتح باب الحوار الذي شمل كافة المواضيع من السينودوس والطروحات المسيحية الى الشؤون السياسية كالعلاقة مع سوريا ومستقبل سلاح "حزب الله" والتحالفات السياسية والقمة الروحية الإسلامية المسيحية، إضافة الى بيع الأراضي والواقع الإجتماعي.
وصحيح أن أيا من الفريقين لم ينجح في اقناع الفريق الآخر، الا ان اجواء النقاش جاءت هادئة، حيث سجل حوار مباشر بين سليمان فرنجية وسمير جعجع في أكثر من ملف.
كما لوحظ ان طرح الملفات كان منسقا بين عون وفرنجية بحيث لم يكررا تناول أيٍ من النقاط المطروحة، وهو ما لم يحصل مع الجميل وجعجع. وفيما علم ان البطريرك الراعي ابدى رضاه عن اجواء الجلسة ومسارها، اعتبر المشاركون من جانبهم ان سيد بكركي نجح في تقديم مشهد متقدم كان الشارع المسيحي متعطشا له، خصوصا وان تفاهما حصل على عقد جلسة ثانية ترك موعد تحديدها للبطريرك الراعي.
اما على المستوى الاقليمي، فبقي الوضع في سوريا مدار اهتمام، لاسيما مع استمرار اجواء العنف في مدينة حمص حيث نفذ خمسون مسلحا من التنظيمات السلفية هجوما على اقسام الشرطة، ما ادى الى سقوط 6 جرحى من رجال الامن ومقتل اثنين من المهاجمين.
وأقرت الحكومة السورية مجموعة من الاصلاحات كان قد اعلن عنها الرئيس السوري وذلك استباقا ليوم الجمعة. وفي هذا الاطار ذكر ان الجيش اللبناني اوقف 7 اشخاص ينتمون الى حزب "التحرير الاسلامي" في كل من طرابلس وصيدا على خلفية توزيع دعوات للمشاركة في تظاهرة مناهضة للنظام السوري.
رغم ذلك استمر حزب التحرير بدعوته للتجمع بعد صلاة الجمعة في طرالبلس، للانطلاق في تظاهرة "دعم ثورة الشام". وتشكل الحركات السلفية والاسلامية الاصولية عصب هذا التحرك.
وفي غزة اشتبكت شرطة حركة حماس مع عناصر من مجموعة سلفية للاشتباه بوجود 2 من المتهمين بقتل الصحافي الايطالي.
*********************
* مقدمة نشرة أخبار ال NBN
على قدر المرحلة كان حجم إصلاحات القيادة السورية السريعة من دون تسرع، ففي فترة لم تتجاوز العشرين يوما، إستطاع الرئيس بشار الأسد أن يرسم خارطة الإصلاح ويبدأ بتنفيذها، كما ونوعا مستعينا بحكومة جديدة وأول الغيث إقرار مشاريع مراسيم إنهاء حالة الطوارىء في البلاد وإلغاء محكمة أمن الدولة العليا وتنظيم حق التظاهر السلمي والحبل على الجرار، وبسرعة الأحداث السورية تكشفت الصورة أمام مشاهد الإعتداءات التي تشنها مجموعات سلفية تستهدف المواطنين وتركز على العسكريين الذين دفعوا دما خلال الساعات الماضية بإستشهاد ضباط في القوات المسلحة تم التنكيل بجثثهم بأسلوب الحقد والإجرام.
تمرد مسلح تحت شعار الجهاد يهدف الى إقامة إمارة سلفية بانت حقيقته في حمص وبانياس بسلوك طريق دموية لإدخال سورية في دورة العنف وإستغلال المطالب الشعبية، لكن الواقع السوري بات أمام مشهدين: إصلاح تسير به الحكومة الجديدة، وتخريب تنفذه مجموعات سلفية. وما بين العنوانين معارضة مفلسة تستغل الأحداث عن بعد وتضغط خارجيا للتسلل الى حجز مكان لا يبدو أن الشعب السوري سيسمح بتركه فارغا.
ومن هنا إزدادت الضغوط الشعبية على السلطة لحسم عسكري يفرض الإستقرار الأمني، فكيف ستتعاطى الحكومة مع هذا المطلب الشعبي؟ وحتى أسئلة قد تبدو ملامح أجوبتها في بيان وزارة الداخلية السورية التي أكدت "عدم التساهل والعمل بكل حزم لفرض إستتباب الأمن والإستقرار".
في لبنان تقدم حكومي بطيء، وفي الإنتظار نجح البطريرك الراعي في جمع أقطاب رعيته الأربعة الى طاولة بكركي في خطوة لها ابعادها في الشكل على الأقل، وإن كان مضمونها لم يكسر الجليد، بل بدأ بنقاش قد يتحول الى حوار بنسخ جديدة لاحقا. وفي الوقت الذي كانت فيه كل العيون تشخص الى أيدي سليمان فرنجية كان زعيم المردة في واد آخر، يفكر حصرا بمصلحة المسيحيين كجزء من المصلحة الوطنية.
على خط العلاقات العربية الإيرانية تقدم الى الواجهة الحديث عن تعيين طهران أول سفير لها لدى القاهرة منذ ثلاثين عاما، في خطوة ذات أبعاد وتأثيرات كبيرة على المنطقة برمتها، وبحسب قاموس الحريرية عادت إيران اليوم لتتدخل في لبنان، فسلمت رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري سيارة "سمندسون" كهدية كانت قد قدمتها الجمهورية الإسلامية للحريري خلال آخر زيارة له الى طهران، فوعدت ووفت لينعم رئيس حزب "المستقبل" بقيادة سيارة إيرانية الصنع مئة بالمئة، رغم هجومه الأخير على إيران من دون أية مقدمات وبخلفيات معلومة، فمبروك السيارة الإيرانية يا شيخ سعد.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم.تي.في"
اللقاء التاريخي المنتظر بين الأقطاب الموارنة الأربعة صار برسم المستقبل. فالاجتماع حصل، والمصافحات تمت، والقياديون الاربعة تحلقوا حول طاولة واحدة ترأسها البطريرك الراعي، والأجواء كانت أكثر من مريحة بين المجتمعين، حتى أن أحد القادة الاربعة أعلن الى مقربين منه أنه شعر، وهو في صالون الصرح البطريركي، كأن هذا الاجتماع هو تكملة لاجتماعات سابقة، وليس اجتماعا أول لكسر الجليد بين قيادات لم تجتمع منذ زمن بعيد أو لم تجتمع البتة.
هذا في الشكل. أما في المضمون فالواضح أن الجو الكنسي ومواعظ الحبيس انعكست على المشاركين بحيث أنهم لم يسربوا الى الاعلام الكثير عما تداولوه في العمق، فكأنهم بذلك كانوا في كرسي اعتراف. مع ذلك، فإن القليل الذي تسرب يوحي بأن القياديين الاربعة تحدثوا عن القضايا المختلفة بصراحة ووضوح، واستمعوا الى بعضهم بعضا بروح منفتحة جدا، ثم توافقوا على أن يجتمعوا كلما دعت الحاجة الى ذلك. فهل تدعو الحاجة فعلا، ويستكمل اللقاء التاريخي بلقاءات أخرى؟ وما آفاق هذه اللقاءات؟ وماذا يمكن ان تحقق؟ الجواب متروك للغد بدءا من اليوم؟
الأجواء الإيجابية مسيحيا، واكبتها أجواء إيجابية في ما يتعلق بالملف الحكومي. وفي معلومات من مصادر عدة، فإن العقد الحكومية حلت بمعظمها، ولم يبق هناك سوى عقدة وزارة الداخلية التي لا يزال التنازع حولها مستمرا وبقوة بين رئيس الجمهورية والنائب ميشال عون، لكن اوساطا مقربة من رئيس الحكومة المكلف اكدت لل"أم.تي.في" ان هذه العقدة أيضا في طريق الحلحلة، مرجحة أن تبصر الحكومة المنتظرة النور الاسبوع المقبل، أي بعد انتهاء عطلة عيد الفصح، وبعد عودة الرئيس ميقاتي من زيارته الخاصة للعاصمة البريطانية.
هذا في لبنان، أما في سوريا فالاصلاحات الحكومية تسابق الاحتجاجات الشعبية. فالحكومة الجديدة اقرت اليوم مشاريع قوانين تنهي حالة الطوارئ وتلغي محكمة امن الدولة وتنظم التظاهر السلمي، في حين استمرت التظاهرات في عدد من المدن، أبرزها في حمص.
*******************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
على مائدة من الثمار البحرية التأمت الرباعية المارونية يتقدمها سمك ولبن المردة والقوات. سين سين سليمان وسمير هي المغزى والمقصد، وعيون الحاضرين هربت الى وسط الرجلين حيث سيصافح الحكيم بيكا ويتلمس يدا بقيت على قيد الحياة ممن رحلوا على يديه. وقعت المصافحة ملتزمة آداب المكان، ونجح الراعي من دون أن تصفو قلوب الرعية. وسع إطار النقاش الى المضمون العام حتى لا يصلوا الى جرح التفاصيل والاستفراد بالخاص، فطرحوا التجنيس والتوطين والدور المسيحي في الادارات العامة والفساد وقانون الانتخاب واقتراع المغتربين من دون تشنج وبلا أن يكون الهدف التوصل الى حلول حاليا، وكلف المطران بولس مطر التواصل والإعداد للاجتماع المقبل الذي سيلي القمة الروحية في الثاني عشر من أيار. التكتم على صورة الحدث جاء بعكس المعلومات الوافرة التي فاضت بعيد الاجتماع، وتحدث عنها العماد ميشال عون من الرابية وعلى الهواء. إستدعيت للرباعية أرواح ونساك لتجنب الاشتباك وتفادي مشهد لا يريده البطريرك الراعي إفتتاحا لعهده، فكان الرابح الاول بطريرك الموارنة الذي تمكن من تسجيل اول انجاز للصرح، ورفع حال الطوارئ التي فرضتها مرجعية سلفه البطريرك صفير. ونبقى مع الطوارئ ولكن في دمشق التي اعلنت اليوم انهاء حال استمرت اكثر من اربعين عاما، بيد أن اليوم الذي ألغي فيه هذا القانون، أعلنت السلفية حضورها وطوارءها وفرضت حالها على مدن تحكمت بها عصابات مسلحة، وحمص إحدى ابرز المدن التي شهدت على ليال دامية أسفرت في الساعات الماضية عن مقتل ثلاثة ضباط. اسلحة تتسلل، دول عربية وغربية تدعم، وجيرة ينظر اليها بعين الشك لا بل الاتهام، ومتورطون في القتل لا يتورعون عن تكرار فعل القتل. مجموعات تلعب بالأمن الذي كان إحدى دعائم الاستقرار في النظام المغلق. فماذا يحدث عند الجيران، وهل تستدرج سوريا المجموعات المسلحة لكشفها؟ وماذا بعد الاستدراج، هل ثمة عملية يضرب بها النظام السوري هؤلاء اللاعبين بيد من حديد. بعد الإصلاحات ربما ينتهي زمن اللعب مع الكبار في سوريا ويبدأ الهجوم المعاكس، فالرئيس الأسد ووزير خارجيته مررا تعابير الحزم وعدم التهاون بعد الاصلاح لأن الحجة الى التظاهرات تكون قد انتفت، فيما قالت الداخلية اليوم إن مجريات الاحداث تشير الى وجود تمرد مسلح تقوده جماعات سلفية، وتلك توطئة تبرر خيار الحسم العسكري من وجهة النظر السورية. لبنان بنوعه المستقبلي يسعى في هذا الوقت لرد الاعتبار، إذ طالبت كتلة "المستقبل" وزير الخارجية علي الشامي باستدعاء سفير سوريا لاستيضاحه عن تصريحاته، لكن ذلك كدعوة على فنجان قهوة (سكر زيادة) من وزير الى سفير. وإذا كان في الامر استدعاء فإن اول المطلوبين رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، والسؤال من ايران لا من سوريا، بعدما بادر الحريري منفردا وباسم الدولة، الى توجيه اتهامات الى طهران. وعلى قاعدة (سيارة هدية) لكل من يحل عليها، سلمت ايران اليوم الرئيس الحريري سيارة ال(سامند سورين) التي وعدته بها. ويبدو أن مصنع (ايران خودرو) لصناعة السيارات على استعداد لتقديم مزيد من الهدايا العينية من دون أن يتبرع بالهدايا أو التنازلات السياسية.
**************************************
الثلاثاء يونيو 17, 2014 4:14 pm من طرف المحامي منير العباس
