المنتخب اللبناني قدم هديته الى اللبنانيين وينتظر هديته منهم

من المتعارف عليه انه حين يقدم شخص ما هدية الى الآخر، ان يبادر الاخير الى تقديم هدية في المقابل،ولكن وضع كرة القدم اللبنانية وصل الى درجة باتت فيه التقاليد منسية وغير معمول بها وهو امر لا يمكن ان يستمر وعلى احد ما ان يتحرك قبل فوات الاوان.

في الترتيب الاخير للاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، تقدم لبنان ثلاثة مراكز ووصل الى المركز 154، ولمن يعتبر ذلك امراً جيداً، ندعوه الى القاء نظرة على الدول التي يتقدم عليها لبنان والتي اقل ما يقال عنها انها "متواضعة" ان لم نقل "منسية" في عالم كرة القدم.

واذا كان حال وضع المنتخب الاول لكرة القدم قد وصل الى مرحلة حرجة نتيجة التدخلات السياسية والوضع المالي المذري والضياع الاداري، فلماذا لا نستغل الفرصة المتاحة امام المنتخب الاولمبي الذي سيكون نواة المنتخب الاول في المرحلة المقبلة؟ واستباقاً لمن سيقول ان هذه الدعوة هي اهمال للمنتخب الاول، نطمئنه الى انها ليست كذلك، ولكنها دعوة لعدم انتظار ان يلقى المنتخب الاولمبي مصير المنتخب الاول ويصل الى العوائق التي وصل اليها المنتخب الاول والتي اقعدته وجعلته يراوح مكانه لسنوات وسنوات.

قام المنتخب الاولمبي بما عليه، وكان بين الفرق الـ13 المميزة في آسيا التي لا تحتاج الى الدخول في المرحلة الاولى من التصفيات على عكس 22 فريقاً آخرين ستتبارى ليصعد منها 11 فريقاً الى الدور الثاني بهدف الوصول الى نهائيات اولبمياد لندن 2012. ويبذل المنتخب الاولمبي ان على صعيد الجهاز الفني او على صعيد اللاعبين جهداً استثنائياً لرفع اسم لبنان عالياً، ولكنهم يقولونها صراحة ودون لف او دوران، وبالفم الملآن:نحن بحاجة الى دعم مادي ليس للبذخ على اللاعبين، بل لتوفير الحاجات الاساسية التي تكفل تأمين الحوافز التقنية والمعنوية للاعب لتقديم افضل ما لديه.

وفي حين اعتبر الكثيرون الامر مجرد مغامرة غير محسوبة النتائج، قامت "النشرة الرياضية"بالخطوة الاولى، وقدم رئيس مجلس ادارتها مساهمة لرعاية هذا المنتخب علها تكون فترة اختبار وامتحان لاقناع الآخرين بجدية هذا المنتخب وانه على قدر الآمال المعقودة عليه. وبالفعل، لم يخيب منتخبنا الاولمبي التوقعات وفاز في مباراتين وديتين خاضهما امام منتخبين يتفوقان عليه خبرة وتنظيماً وامكانات هما المنتخب القطري والمنتخب السوري. واذا كان مدرب المنتخب اميل رستم محقاً في عدم تكبير هذين الانجازين لئلا يدخل "الغرور" الى نفسية اللاعبين فيكتفون بما قدموه الى الآن، فإنه صحيح ايضاً ان المنتخب لا يزال بحاجة الى الدعم والرعاية، وهما امران في يد كل لبناني.

لقد قدم اللاعبون هديتهم الى اللبنانيين، ففازوا في مباراتين من اصل اثنتين لهما، علماً ان المباريات الودية هي مرحلة اولى واساسية للمباريات الجدية التي سيخوضها المنتخب.واليوم، بات من الواجب علينا اخلاقياً ان نبادل المنتخب محبته، ونقدم اليه هدية من اللبنانيين جميعاً، فالرعاية المادية اساسية ولكن الرعاية الاعلامية لا تقل شأناً فما الذي يمنع الاعلام من مواكبة هذا المنتخب وتشجيعه ومده بالمعنويات اللازمة؟

الرياضة تعاني كما يعاني المواطن اللبناني وكما تعاني كافة المؤسسات الاهلية والمدنية
كل ذلك مرده لغياب الانظمة والقوانين التي تلزم المسؤولين بالقيام بواجباتهم اتجاه كل هذه النشاطات

مع اني لست رياضياً ولكني احب الرياضيين

شكراً لك حاج عدنان

» العهد اللبناني ينعش آماله في كأس الاتحاد
» آخر نتائج وترتيب الدوري اللبناني لكرة القدم
» الدوري اللبناني: العهد يبتعد في الصدارة بعد فوزه على الاخاء