ما الفرق بين حزب الله و تيار المستقبل؟

كثيرون اليوم يدينون تحركات "تيار المستقبل"، بينما كانوا يتضامنون مع تحركات "حزب الله" اثر إستقالة وزرائه و وزراء حركة أمل من الحكومة، فهل هناك فرق بين الإثنين؟

- حزب الله إعتبر وقتها أن الحكومة غير شرعية لأن هناك طائفة غير ممثلة و هذا ما يتعارض مع ما يسمى "وثيقة الوفاق الوطني"، طبعاً لم يكن بالإمكان تعيين أحداً مكان الوزراء المستقيلين لأن الكتلة الشيعية الأكبر (أمل - حزب الله) لا تريد، تماماً هذا ما يحصل اليوم مع "تيار المستقبل" الذي يعتبر نفسه الممثل "الشرعي و الوحيد" للطائفة السنية و بالتالي إن أي رئيس حكومة لا يرضى عنه هو بهذا المعنى أو ذاك غير شرعي.

- تيار المستقبل يعبء عناصره مذهبياً و يتحرك بدون "رتوش" بينما حزب الله إستخدم شعارات المقاومة و الإصلاح و مكافحة الفساد و السرقة لكي ينال على الثلث "المعطل" و تحرك لكنه وضع في الواجهة حلفائه من مختلف الطوائف.

- حزب الله قال أنه يريد الشراكة لكي يحمي المقاومة و تيار المستقبل يريد رئاسة الحكومة لأنها حقه كما يعتبرها و لكن أثبتت التجربة أن المشاركة في الحكم لم تحم المقاومة و أن التمسك بهذا النظام الطائفي و ما يسمى الديمقراطية التوافقية يجعل فعلاً من حق "المستقبل" رئاسة الحكومة.

سيبقى قائماً التآمر على المقاومة طالما هي خطرة على العدو و سيبقى النيل منها أسهل طالما تكوينها مذهبياً... و أعتقد أنه لا فرق بسلوك القوى المختلفة في الداخل.

شتان ما بين الثرى والثريا , انها مقارنة غير متكافئة , فعندما ننظر بموضوعية الى سلوكيات كل من الحزبين , سنجد ان تيار المستقبل الذي يدعي العلمانية ويضم العديد من الطوائف في صفوفه مع ان غالبيته من الاخوة في الطائفة السنية الكريمة الا ان خطابه او خطاب أغلب قياداته طابعها مذهبي حاد مما يفقده مصداقية الصورة التي حاول ان يوحي بها انها حضارية وراقية متذرعا" بارث الرئيس رفيق الحريري لناحية منح التعليم وغيرها , وكان يوم الغضب الذي أطلقوه بنتائجه الكارثية عليه كوقع الصاعقة لا يمكن ترميم صورته بعدها لزمن طويل , ومن ناحية اخرى اثبت ان هذا التيار ليس له القدرة على قراءة المتغيرات الاقليمية والدولية ولا يعرف اقتناص الفرص التي سنحت له عبر عدة مناسبات ليس اخرها تفاهم ال س س مما جعل الكثير من المقربين منه قد ابتعدوا عنه واخذوا خيارات اخرى ليس على مستوى القيادات والشخصيات فحسب انما على المستوى الشعبي الذين طالما كانوا مضللين بشعارات فارغة المحتوى وقد اثبتت الانتخابات الفرعية التي جرت على مقعد نيابي في الشمال 55% لصالحه مقابل 45% لخصمه وكذلك الانتخابات البلدية فقد اظهرت النتائج تراجعا" حادا" في شعبيته في الشمال عامة والبقاع الغربي .
اما عن حزب الله فمن المعروف انه حزب عقائدي ايماني جهادي ينتمي افراده الى الطائفة الشيعية الكريمة لكنه يتمتع بمناصرين كثر على مستوى كل الطوائف والمذاهب وهم يدافعون بقناعة عن خط المقاومة واحيانا" يتقدمون على الحزب نفسه بالدفاع والهجوم ,فعند مراقبة سلوكياته مع حلفائه تجد انه لم يحصل يوما" ان خاطب بخطاب مذهبي او طائفي بل على العكس كان يحاول الدعوة الى التوحد مع كل مكونات المجتمع اللبناني بل العربي والاممي حول هدف واحد هو مقاومة الاحتلال بكل اشكاله في كافة الاراضي العربية ,ودعمه ظاهر لكل حركات التحرر والمقاومة دون ان يحده بذلك هوية المقاومين ان كانوا سنة او شيعة او غير ذلك وما دعمه للمقاومة الفلسطينية الا خير دليل على عدم تقوقعه داخل المذهب , وان كل انجازاته التحررية يستفيد منها كل ابناء الوطن بل كل حر وشريف على الكرة الارضية وهذا لا يعني انه ليس لديه اخطاء لكن بالقياس بما يهدف وبما أنجز تبقى هذه الاخطاء بحدود ضيقة جدا" لا تعدو الافراد او بعض المجموعات , اما عن السلوك الجمعي لمناصريه ومحازبيه فقد ظهرت أكثر رقيا" من المدعين ذلك زورا" وقد شهدنا اعتصاما" لاكثر من عام ونصف في وسط بيروت لم يتخلله اي اذية او تعد مباشر او غير مباشر لاحد سوى مكان الاعتصام فقط وعندما اراد اقفال الطرقات وقطعها لم يتعدى ذلك حدوده المرسومة ولم يتخلله كسر وحرق الممتلكات الخاصة والعامة واقتصر على حرق الدواليب كوسيلة للتعبير ورفع الصوت . اما بالسياسة فهو مع حلفائه اظهر انه قادر على قراءة كل المتغيرات ويحسن اقتناص الفرص واستغلالها والقيام بمواجهات استبقاقية لافشال مخططات اعدائه .

هذه قراءة مختصرة لواقع كل من حزب الله وتيار المستقبل بصورة موجزة وبتجرد

يسلم قلمك حاج عدنان...

» جمهورية تيار المستقبل وووو
» مسئول في إتش بي "المستقبل ليس للشاشات اللمسية"
» لماذا حزب الله؟