سقوط اللعين في ذكرى الاربعين

لقد كان لابليس جولات و صولات في هذا القرن و في القرن الذي قبله لا بل منذ تمرده المعروف على الله سبحانه و تعالى , حقق فيها الكثير من الانتصارات ,لا على الله حتما, بل على ابن ادم الغافل و السائر في دروب الدنيا الدنية دون ان يدخر زادا لسفر الاخرة الطويل

الا ان ابليس اللعين هذا يعمل منذ طرده من ملكوت الله على أن يمحو ذكر الطيبين و الاخيار و الأحرار ليوهم الغافلين ان طريق الحق و الخير و الحرية مسارها و مصيرها الفناء و النسيان و الخيبات و القهر. مصورا لهم الموت في سبيل الحق مغامرة و نصرة المظلوم هرطقة و الدفاع عن الأرض و العرض خروج عن ركب الحضارة و انحدارا الى دركات التخلف. فثفافة الموت الشريف هي كابوس يؤرق مشروعه الخبيث و يحد من سرعته في الوصول الى تحقيقه. هو يسعى الى نشر ثقافة الحياة المادية الزائلة و الانغماس في ملذاتها. لان ذلك من شأنه ان يدعم خططه و يساهم هي انجازها.

لكن ثمة أسماء مهما جاهد اللعين في طمس ذكرها و محو أثرها في القلب و النفس و الوجدان انقلب مذموما مدحورا. لقد جاهد و اجتهد و لكن عبثا حاول و يحاول و سيحاول

في كل عام و بعد ان يكون اللعين قد كد في بث الشر و الفساد و الظلم و القهر, و بعد ان يكون قد انفق الكثير في شراء النفوس الضعيفة البعيدة عن الله و عن انسانيتها. و قبل ان يهنأ بانتصاراته و ينتشي بما أنجز, تأتي ذكرى عاشوراء لتنسف بما تحمل من معان الحق في العيش الكريم بلا ذل و لا قهر و لا تبعية للطغاة و السلاطين الجائرة. و الصدق في الثورة لاجل الحق و السعي الى تحقيقها بأي ثمن, طلبا لمرضاة الله فقط لا لأجل اي مكسب دنيوي زائل أو حتى مكسبا اخرويا خالد, انما فقط لوجه الله تماما كما في قول و فعل الامام الحسين في كربلاء حينما قدم الغالي و النفيس لا من مال و جواهر و ثروات , بل من أولاده و أخوته و أصحابه و صولا الى نفسه الشريفة. و هذا يتجلى في قوله عليه السلام : "رضاك رضاك لا جنات عدن, و هل تطيب عدن دون رضاك؟؟" في هكذا موقف يقف ابليس اللعين حائرا ما يفعل !!؟؟ فليس ثمة سبيل الى تزييف هكذا تضحية ناصعة بالدم في سبيل الله. و لا ثمة سبيل الى التشويش على هكذا ملحمة صادحة بكل معان الانسانية السامية .

تسقط كأس نصره الزائل من يده و تنكسر كانكسار عروش الطغاة التي زلزلتها كربلاء و العروش التي ستزلزلها معان عاشوراء و أبعاد عاشوراء و أهداف عاشوراء.

في ذكرى الأربعين التي ستصادف غدا, تتحول كربلاء الى قبلة كل من يهوى الكرامة و العزة و الحرية. تتجه الى كربلاء عيون و قلوب الأحرار و الشرفاء الذين لا زال نبض الحق يجري في عروقهم . و في كل خطوة يخطونها يدوسون على ابليس و مجده الواهي. مع كل نفس يزفرونه يقلعون نصرا من انتصاراته الزائفة. كل قطرة عرق من جباههم الثائرة تشعل و تسجر نارا بها يصطلي. كل صرخة يا حسين تجود بها حناجرهم المتوضأة بحب الحسين الشهيد المظلوم الظمان ستحطم عرش جوره الفاني لا محالة.

بوركت أقدامكم, ايها المجاهدون, التي سارت على دروب الطهر و الاباء فداست عروش العهر و الطغاة.
بوركت حناجركم ,ايها الثوار, التي غسلت بذكر الحسين اثامها و صدحت بصرخة حق مجلجلة لبيك يا حسين, هيهات منا الذلة, فزلزلت قلوب الجبناء و عبيد الدنيا و المال.
بوركت جباه لكم, أيها الصالحون, اعرقها السير الى الحسين, و اجساد اضناها التعب في حب الحسين . فحب الحسين فرض و عبادة و لا يؤرق ابليس الا ان يرى سنن الله و فرائضه تنجز. فحي على الفلاح يا أنصار الله و الرسول, و حي على خير العمل يا أنصار الحسين. و موتوا بغيظكم يا انصار ابليس.

عظم الله اجورنا و اجوركم.

مريم الدر

عدد المساهمات : 22 تاريخ التسجيل : 05/01/2011

لعن الله من ظلمك يا ابا عبدالله

شكراً اختي مريم

كلامك اكثر من رائع

السلام عليك سيدي و مولاي يا ابا عبد الله الحسين
لعن الله الظالمين لكم من الاولين و الاخرين

تأتي ذكرى عاشوراء لتنسف بما تحمل من معان الحق في العيش الكريم بلا ذل و لا قهر و لا تبعية للطغاة و السلاطين الجائرة. و الصدق في الثورة لاجل الحق و السعي الى تحقيقها بأي ثمن

لطالما نزف قلمك عبارات ومواضيع تحمل من الرفعة
ما يلامس المدى بالقيم والمثل التي تحاكي
الروح الانسانية الفاضلة

*** *** ***

دمت ودام قلمك الرائع

لك تحياتي وتقديري

السلام عليك سيدي و مولاي يا ابا عبد الله الحسين

» في ذكرى التغييب ال30
» لماذا مع كل سقوط لإمبراطور... تطفوا أمواله في سويسرا؟
» هل اقترب سقوط الجرذ؟