حرب بري وجنبلاط على جعجع

ليس من المستغرب الا يكون هناك من تفاعل كيميائي بين كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع، فالعلاقة بينهما كانت ولا تزال محكومة بالتباعد، ولم تكن جلسات الحوار التي عقدت سابقاً في مجلس النواب واخيراً في قصر بعبدا لتخفي هذا الامر، ولو انه من الناحية الاعلامية اعطت بعض الثمار، الا انها ابقت الجمر تحت الرماد. فـ"الصديقان العزيزان" تجمعهما صداقة اللااتفاق منذ زمن، وهذا هو رابطهما الوحيد.
اما على جبهة النائب وليد جنبلاط، فلطالما كان قريباً من بري حتى حين كان بعيداً عنه (سياسياً) وهو امر تجلى في اكثر من مرحلة وظرف، فكانت حدة الخلاف تزول حين يكون احدهما بحاجة الى الآخر، فيما لم تكن الخطوط سالكة على طريق المختارة - القطّارة سابقاً، تماماً كما هي الحال عليه حالياً على خط المختارة - معراب. وحتى في خضم التفاهمات السياسية التي قرّبت "الاشتراكي" من "القوات اللبنانية"، كان المرء يشعر بانزعاج جنبلاط من الوضع، وقد تجلى التباعد بين الرجلين في قلب اجتماعات قوى 14 آذار التي كانت تجري على مستوى المسؤولين في السابق.
ولكن اليوم، كان لافتاً قيام حرب بين بري وجنبلاط من جهة وجعجع من جهة اخرى، على خلفية "شهود الزور"، ففي وقت كانت الجبهة محصورة بين بري وجعجع، تدخل جنبلاط واصفاً الاخير بأنه شاهد زور وهو ما لم يقله بري. وعزت مصادر مطلعة هذا الامر الى ان بري استاء من الجهود التي بذلت لتقويض ما حاول ترويجه من مبادرة كانت كفيلة بحل الازمة، وفق رأيه، وهي حظيت بموافقة شبه جامعة، الا ان جعجع وخلفه من خلفه، نجح في زرع الشكوك حولها وخنقها في مهدها قبل ان تولد.
وتشير المصادر الى ان جنبلاط مستاء من جهته من محاولات احراجه في مجلس الوزراء، واظهاره بأنه يضع رجلاً هنا واخرى هناك، وان اتفاقه مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان لا يعني اتفاقاً مع المسيحيين وبالتالي، فإن جنبلاط يقف ضد قتلة الشخصيات المسيحية التي تم اغتيالها، وهذا ما دفع بالزعيم الدرزي الى القول ان جعجع شاهد زور، وان المسيحيين لا يفضلون شخصيات معتدلة على غرار سليمان.
والواقع، ان الهجوم الذي شنه الثنائي بري- جنبلاط على جعجع، لا يستهدف الاخير وفق ما تؤكد المصادر، بل يستهدف الولايات المتحدة، بعد ان اصدرت السعودية عبر كلام رئيس الحكومة سعد الحريري اشارات واضحة الى قبولها التسوية، فيما نجح الرئيس السوري في الاتفاق على عناوين عريضة مع نظيره الفرنسي الذي وعد بنقلها الى الاميركيين لانضاجها لكنه لم يحصد سوى الانتظار والكلام العام.
وينتظر ان تبقى سياسة لي الاذرع سائدة في هذه المرحلة، على ان يخف الهجوم على جعجع اذا ما تراجعت نسبة التعنت الاميركي على المبادرة في حال استمر التقارب مع ايران حول الملفات العديدة المطروحة. وفي المقابل، سيبقى جعجع محافظاً على حيثيته المسيحية، انما دون ان ينجح في اعادة الحياة الى قوى 14 آذار التي، وبعد انسحاب جنبلاط منها، اصبحت كمن قطع عنه الحياة، جثة لا حياة فيها يتنازع من تبقى منها على مركز الوصافة لان الصدارة احيلت الى جعجع دون تصويت، بل بحكم الواقع.

والواقع، ان الهجوم الذي شنه الثنائي بري- جنبلاط على جعجع، لا يستهدف الاخير وفق ما تؤكد المصادر، بل يستهدف الولايات المتحدة، بعد ان اصدرت السعودية عبر كلام رئيس الحكومة سعد الحريري اشارات واضحة الى قبولها

في الحقيقة هو فعلا لا تستهدف صاحب الحروب الاهلية جعجع ولكن يبقى الرهان على السعودية كيف يمكن اقناع امريكا بهذه التسوية .
انا اقول اذا السعودية تريد مصلحة لبنان وحليفها سعد الحريري ؟؟؟ من مصلحتها ترجمة التسوية في لبنان لان الوقت المتبقي ليس لمصحة احد.
اما بالنسبة لجعجع هو ليس رقما في اي معادلة قد تحصل.

وينتظر ان تبقى سياسة لي الاذرع سائدة في هذه المرحلة، على ان يخف الهجوم على جعجع اذا ما تراجعت نسبة التعنت الاميركي على المبادرة في حال استمر التقارب مع ايران حول الملفات العديدة المطروحة. وفي المقابل، سيبقى جعجع محافظاً على حيثيته المسيحية، انما دون ان ينجح في اعادة الحياة الى قوى 14 آذار التي، وبعد انسحاب جنبلاط منها، اصبحت كمن قطع عنه الحياة، جثة لا حياة فيها يتنازع من تبقى منها على مركز الوصافة لان الصدارة احيلت الى جعجع دون تصويت، بل بحكم الواقع.



اعتقد ان السيد جعجع لا يشكل اي ثقل اذا ما تم الاتفاق السعودي-السوري ولذا ممكن يكون يكون من وراء مهاجمة السيد جعجع رسالة مفادها ان لا يضع العصي في دواليب التسوية

شكراً لك دكتور مهدي

تحياتي

اعجبتني العبارة التي استخدمها الدكتور علي الا وهس سياسة لي الاذرع....
اذ يبدو ان هذه السياسة صارت واقع الحال في لبنان.....
ونأمل ان يستفيق الفريق الاخر ويغير من ارتباطاته عندها
سيلجأ الجميع الى سياسة تكاتف الايدي
شكرا" لكم جميعا" على المرور على المقالة