09/04/11 23:00
مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 9/4/2011
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون لبنان
اللبنانيون في الداخل مشدودون الى السجالات السياسية التي تجاوزت الموضوع الحكومي إلى مواضيع اقليمية تصاعدت بشأنها المواقف في المنطقة أيضا، بدءا من الموقف الإيراني الصادر اليوم عن وزير الخارجية الإيراني والمطالب بانسحاب القوات السعودية من البحرين، مرورا برهن العلاقات بين طهران والرياض بهذا الأمر، علما ان الموقف نفسه لم يوفر الكويت التي وصفت خطواتها في كشف شبكة التجسس الإيرانية بالمضللة.
والحال بين الوعاءين اللبناني المحلي المثقوب حكوميا وأيضا اغترابيا نتيجة وضع اللبنانيين في ساحل العاج والخوف على وضعهم في دول الخليج العربي، وبين الوعاء الإقليمي المثقوب باشتباكات عنيفة في اليمن واستدعاء سفيره في قطر وفي ليبيا المتسارعة فيها المواجهات على طول الساحل وفي سوريا التي شددت وزارة الداخلية فيها على عدم التهاون مع المجرمين الذين يطلقون النار على التظاهرات في وقت لفتت وكالات الأنباء الى ان جنازة في درعا تعرضت لإطلاق نار.
لبنانيا ينشط الرئيسان بري والحريري على خط معالجة وضع اللبنانيين في ساحل العاج بحيث تحادثا مع رئيس مجلس ادارة ال MEA محمد الحوت لتكثيف الرحلات إلى أبيدجان، في الوقت التي تحدثت فيه أوساط سياسية عن ولوج مرحلة الأسماء والحقائب في التشكيلة الحكومية الأسبوع المقبل في حين يترقب اللبنانيون الليلة كلام الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله والذي من المتوقع ان يرد فيه على الكلام ضد دور ايران في المنطقة، مواقف استبقها رئيس الجمهورية ميشال سليمان بالتأكيد ان الامور الداخلية لا تعالج الا بالحوار وروح التعاون والوفاق الوطني، مكررا الدعوة الى تحاشي السجالات التي ثبت ان لا طائل منها.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"
لم يحرك العدوان الإسرائيلي على غزة العرب رغم جرائم الحرب الصهيونية التي استهدفت القطاع وأوقعت حتى الآن 17 شهيدا. وحده الشارع المصري ثار فعاد إلى موقعه الطبيعي لينطق بإسم الأمة، لكن أين الشعوب والأنظمة العربية التي غابت عن القضية، فانشغلت بمفردات الإنقسام في وقت تستهدف فيه الدول المقاومة والممانعة لإسرائيل بمشاريع الفتن الطائفية والمذهبية؟
إسرائيل تستفرد اليوم بفلسطين وتقتل أطفالها ونساءها ولم توفر في غزة حتى الطواقم الطيبة، فيما العالم بإعلامه يروج لمخطط تخريبي في سوريا يقفز فوق إنجازات الإصلاح التي باشرت بها القيادة، ويدفع المنطقة نحو التوتر بين دولها لا يدفع ثمنه إلا الشعوب بأمنها ومستقبل أبنائها. مشاهد المجموعات المسلحة في سوريا واضحة تؤكد وجود مشروع يستغل التظاهر السلمي والمطالب المشروعة، لضرب مرتكزات السياسة السورية وزعزعة الوحدة الوطنية وخلق الفوضى، لكن سوريا كما بدت ثابتة في إصلاحاتها حازمة في تصديها لمن وصفتهم بالموتورين والمجرمين المدفوعين من قبل جهات خارجية معروفة، فحذرت في بيان داخليتها وعلى لسان وزير خارجيتها بأن الأمر لم يعد يمكن السكوت عنه.
وفي لبنان المقبل على حكومة جديدة بعد تذليل محطة صعبة في الإتفاق على الأحجام، شغلته أوضاع المنطقة: عين على فلسطين وعين على سوريا.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
لدى السيد الأمين العام في إطلالته عبر "المنار" بعد قرابة الساعة من الآن، كلام عن جديد التطورات وموقف من آخر المواقف الداخلية، وما هو أبعد. وبالإنتظار، إستدعت محاولة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، حرف وجهة الصراع عن موضعه. جملة مواقف وتفنيدات صبت بمعظمها عند فكرة أن بروباغاندا قرار الحرب والسلم التي طالما رفعها الحريري ليصيب بها الآخرين فأصاب بها نفسه، فهو وعن سابق تصور وتصميم، استعدى الجارة الشقيقة سوريا تحت عنوان الإتهام السياسي قبل ان يبتلعه في لحظة ندم وتراجع. وهو اليوم يصادر، ومن موقع رسمي ما زال يشغله، قرار مجلس الوزراء مجتمعا وصلاحيات رئيس الجمهوري في الملفات الخارجية، ويقع في فخ قرار الحرب والسلم الذي نصبه بيده، وضد من؟ ضد إيران، الجمهورية الإسلامية التي خاصمت منذ نشأت كل من يخاصم العرب وقضاياهم، ودعمت بما أمكنها لبنان وفلسطين.
في الرد المسجل حتى الآن، بدا الحريري معزولا في موقفه الذي نزعت عنه صفة الرسمية، وبعد الرئيسين ميقاتي والحص سيل من الإنتقادات. أفهم رئيس الجمهورية الحريري دون أن يسميه، أن سياسة لبنان الخارجية ترتكز الى مبدأ الإبتعاد عن المحاور وتلافي جعله ساحة للصراعات الإقليمية والدولية، وتنطلق من ثابتة الحفاظ على العلاقات المميزة مع دول المنطقة. استعجل الحريري إصدار فرمانه السلطاني بالوكالة عن الأميركي الذي يشتغل بالليل والنهار على إشغال العرب والمسلمين بما لا يشغل بال إسرائيل. تفرد فأصاب لبنان في موقعه ودوره ومصالحه وفتح البلد على ساحات صراع لا تنفك واشنطن تؤججها في لعبة أمم لا مكان فيها للصغار. الثقة الزائدة بالنفس إيحاء وإصطناع، قاله جيفري فيلتمان عن صديقه الحريري في وثيقة جديدة من وثائق ويكيليكس، والرجل الذي يقيم في ديوان ملكي يكثر فيه الإنتهازيون لا يستطع التركيز طويلا والتوقعات بشأنه مخيبة للآمال، فهو يفتقر الى المعرفة، والكلام دائما على لسان جيفري حليف الحريري وعراب "ثورة الأرز".
*****************
* مقدمة نشرة أخبار "أم تي في"
إنتفاض الرئيس الحريري في وجه "حزب الله" وإيران، أثار بحسب المراقبين غضبا عبرت عنه طهران وسيؤكده أمين عام الحزب ويزيده بعد دقائق من الآن عبر كلمة متلفزة، ولم يعرف ما اذا كان سيخفف من موقفه انسجاما مع موقف وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي الذي قال فيه إن بلاده مستعدة "للجلوس الى الطاولة" مع القادة العرب الذين اتهموها بالتدخل في الشؤون الداخلية لدولهم، لحل ما وصفه بسوء التفاهم المستجد بالوسائل الديبلوماسية. أما الغضب الداخلي بحسب تفسير المراقبين فلأن الحريري خرق حصرية مقاربة علاقات لبنان الدولية بما هي جزء من إستراتيجية المقاومة التي تعود حصريا إلى الحزب، مثلها مثل قراري الحرب والسلم، وإذا كانت مقتضيات المعركة تطلبت يوما مهاجمة السعودية ومصر، والبحرين وباريس وواشنطن من قبل الحزب، فهذا لا يعني أن هذا القرار بات مفتوحا ومباحا لأي كان. من هنا تطنيش المعنيين على ما يقوم به الحزب، ومن هنا "التقريع" لرئيس حكومة تصريف الأعمال ودعوته إلى التعقل لأن ما تفوه به يحتاج إجماعا وطنيا بعكس قرار السلم والحرب، وخطيئة الحريري أنه اعتقد مضللا بأن موقعه يسمح له بهذا التمادي الذي يعد خطيرا بكل مقاييس تفاهم الدوحة الذي فرض قيودا أكثر صرامة على السلطات الشرعية اللبنانية.
"الحشرة" الجديدة الناجمة عن السجال المستعر بين الرئيس الحريري والسيد نصرالله ومن خلفهما إيران وعدد من الدول العربية، سيؤدي في رأي بعض المطلعين إلى تسريع تأليف الحكومة، من خلال ممارسة ضغط على الرئيس المكلف وعلى معرقلي التأليف من حلفاء "حزب الله" في الداخل، وإن كانت الزوبعة المستجدة، وعلى قوتها، أضعف من أن تقتلع النهم المفرط على المحاصصة لدى هؤلاء. في هذه الأثناء، تستمر الكارثة التي حلت بلبنانيي ساحل العاج تقض مضاجع الجميع رغم تقدم طفيف أحرز ولو متأخرا على صعيد بداية تنظيم عمليات إجلائهم من هناك.
أما في الشأن الإقليمي، فما زالت الإنتفاضة السورية، التي لم تعد تحت الرماد والتي لم تعد تنتظر يوم الجمعة موعدا وحيدا للتعبير عن ذاتها، ما زالت محط إنتباه العرب والعالم الذين يترقبون بحذر ما ستشهده سوريا من تطورات، خصوصا بعدما بدا جليا أن الوعود الإصلاحية التي تقدم بها الرئيس الأسد تبخرت سريعا، فيما سجل اليوم إطلاق نار كثيف في درعا على آلاف المشيعين للضحايا الذين سقطوا في مواجهات الأمس، وقد تجاوز الحدث السوري ما يجري من تطورات دراماتيكية في مصر وليبيا واليمن.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار "أو تي في"
ثمة موجة تفاؤل تسود الأوساط السياسية حول الملف الحكومي، رغم أن هذه الموجة لم تترجم بعد على أرض الواقع بمعطيات ملموسة. وفي الأجواء التفاؤلية أن الأمور وصلت الى مرحلة إنتقاء الحقائب وإختيار الأسماء بعدما جرى تجاوز معادلات التوازنات الداخلية للحكومة والتي تردد أنها إستقرت على 3 عشرات ما يجيز إستمرار مطالبة التيار بحكومة من 32 وزيرا ضمانا لتمثيل الأقليات المسيحية. فهل هذه الأجواء التفاؤلية لها علاقة بتطويق ذيول كلام سعد الحريري حول الحرب الباردة بين إيران والسعودية وإقحام لبنان فيها وهو ما يتطرق اليه أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله في إطلالته التلفزيونية بعد حوالى النصف ساعة من الآن، مع الإشارة الى أن رئيس الجمهورية دعا الى الإبتعاد عن سياسة المحاور الخارجية وتلافي جعل لبنان ساحة للصراعات الإقليمية والدولية، وما لها علاقة بإنقشاع الرؤية الإقليمية لا سيما على الصعيد السوري بعد الأحداث التي شهدتها، والتي أظهرت أن الواقع السوري لا يشبه غيره من البلدان، مع الإشارة الى أن التعليقات الدولية بقيت في إطار تسجيل المواقف ليس أكثر.
ففي دمشق اختلفت الأجواء بعد إمساك السلطات بزمام المبادرة ومباشرتها بهجوم معاكس بغية إعادة ضبط الوصع الأمني، فقد أعلنت وزارة الداخلية السورية، أنه لم يعد هناك مجال للتهاون أو التسامح في تطبيق القانون وحماية النظام العام، فيما أكد وزير الخارجية وليد المعلم خلال إستقباله سفراء دول معتمدين في دمشق، انه لم يعد ممكنا السكوت عما يهدف اليه من وصفهم بالمخربين، مشيرا الى إتخاذ الإجراءات الكفيلة بحفظ الأمن والإستقرار وسلامة الوطن والمواطنين. هذا وعلمت ال "أو تي في" أن الحكومة السورية الجديدة ستبصر النور في الساعات القليلة المقبلة، وستكون حكومة يطغى عليها الشباب والتكنوقراط.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي"
لبنان ساحة أصلية للحرب الباردة المكشوفة بين السعودية والخليج وايران. وفي هذا الاطار يطل بعد قليل الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله ليرد على هجوم الرئيس سعد الحريري في المنتدى السعودي - اللبناني على ايران وما تلاه من سجالات وبيانات.
وفي الهامش الداخلي الضيق المتاح في المنازلة الكبرى حاول رئيس الجمهورية التذكير ببعض الاساسيات. فمن دون أن يسمي، دعا المسؤولين والمرجعيات والقيادات الى تغليب المصلحة العامة للبنان التي تجسد الارادة الوطنية الجامعة لابنائه وتلك المقررة في مجلس الوزراء. كما ذكر بأن سياسة لبنان الخارجية ترتكز إلى مبدأ الابتعاد عن المحاور وتلافي جعله ساحة للصراعات الاقليمية والدولية. هذه الصراعات التي تأخذ أشكالا مختلفة تواصلت اليوم بوتيرة عنيفة.
في سوريا أولا شيع الالاف في درعا وسط جو من التوتر، قتلى الجمعة، في وقت استدعى وزير الخارجية السورية سفراء الدول المعتمدين في دمشق ليبلغهم انه لم يعد من الممكن السكوت عما يقوم به من وصفهم بالمخربين، في اشارة غير مباشرة الى احتمال استعمال العصا الغليظة للسلطة.
وفي مصر بوادر ثورة ثانية بعد الثورة الاولى. فقد وجهت دعوات لتظاهرات مليونية ضد ما وصف بالعنف الجديد الذي أدى أمس إلى مقتل ناشطين (2) بعد اقتلاع قوات الأمن بالقوة محتجين من ميدان التحرير. وفي اليمن مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في مدينة تعز جنوب صنعاء، وصفت بأنها الأعنف منذ انطلاق التحركات المناهضة للرئيس علي عبدالله صالح الذي رفض أمس الخطة السعودية الخليجية للحوار. أما في ليبيا فالثوار يواجهون وضعا صعبا وهم محاصرون بين مدافع القذافي والخلافات بين قوات التحالف، اذ رأى الامين العام للحلف الاطلسي اليوم ان العنف لن يحل المشكلة في ليبيا.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"
بعد دقائق قليلة من الآن يطل الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، ليدلي بدلوه في حملة الزور الايرانية على المواقف الاخيرة لرئيس حكومة تصريف الاعمال الرئيس سعد الحريري، سيقول السيد حسن ان هناك مشروعا اميركيا - اسرائيليا لعزل ايران والتآمر على سوريا، وان سعد الحريري يشكل رأس الحربة في هذا المشروع على الساحة اللبنانية. وسيقول السيد حسن ان الحملة على السلاح هي الوجه الآخر لمخطط المواجهة مع صمود الممانعة الاقليمي، وان هناك تكليفا اميركيا صهيونيا لسعد الحريري لتولي هذه المهمة وقيادتها مع قوى 14 آذار. وسيقول السيد حسن ان وثائق ويكيليكس كشفت المستور في التآمر على سلاح المقاومة وان الأدلة على تورط سعد الحريري وفريقه السياسي منذ حرب تموز هي اكثر من ان تحصى.
وسيقدم السيد حسن بالطبع براءات ذمة سياسية للرئيس نبيه بري وحركة "أمل" وبعض شخصيات "التيار الوطني الحر" وسيجد التبرير لحلفائه على صفحات ويكيليكس كما وجده من قبل لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط. وسيقول السيد حسن ان الهجوم على ايران ودورها الاقليمي هو هجوم على المقاومة ودورها في مواجهة اسرائيل، وان المقاومة لن تقف حيال هذا الهجوم مكتوفة الايدي وهي في لعبة المحاور الاقليمية والدولية ستكون الى جانب ايران من البحرين الى لبنان. وسيقول السيد حسن ايضا وايضا ان سعد الحريري يتهم "حزب الله" بتوريط لبنان ومصالح لبنان في الخليج بمخاطر الدخول في محاور خارجية ولكن المواقف الاخيرة لسعد الحريري تقول انه هو صاحب توريط لبنان بتلك المحاوار وسيقتفي السيد حسن باطلالته التلفزيونية اليوم اكثر المواقف التي صدرت عن مجلس الخبراء في ايران ومجلس الشوري الايراني والخارجية الايرانية وتصريحات الرئيس الايراني محمود نجاد، وهو ربما وجد ان المرحلة اصبحت سانحة لاعلان الجهاد المقدس دفاعا عن السياسات الايرانية في المنطقة.
وفي الشأن الداخلي يمكن للسيد حسن ان يقارب الملف الحكومي عن بعد ويدعو بشكل أو بآخر الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الى الأخذ بنصيحة العماد ميشال عون والدخول في المخاطرة الحكومية الجديدة. ما لن يقوله السيد حسن هو كيف ستشكل حكومة المخاطرة الوطنية وعن اي مخاطر يتحدث العماد عون، وما هي المائدة الحكومية التي يدعون اليها الرئيس ميقاتي وأي وجبة سياسية معدومة يمكن ان يتم اعدادها للبنانيين. ما لن يقوله السيد حسن ان كل هذه المواد السياسية وحفلات الاتهام والتخوين، لم تعد صالحة للترويج. وان حملة الرئيس سعد الحريري لم تنطلق من فراغ وهي محصلة لتجربة مريرة مع محور سياسي داخلي واقليمي يريد ادارة الشأن الوطني اللبناني بشروطه السياسية ودائما تحت وطأة التهديد باستخدام السلاح.
وما لن يقوله السيد حسن ان كل الكلام الذي يتردد عن ضلوع سعد الحريري وتيار "المستقبل" والتواطؤ ضد سوريا، هو مجرد أوهام لم تعد صالحة لغير الصرف إلا في أسواق التلفيق والأخبار المفبركة. ما لن يقوله السيد حسن ان الرئيس سعد الحريري لم يترك سبيلا من سبل تدوير الزوايا وتقديم التنازلات وفتح القنوات الا واستخدمها في سبيل حماية السلم الوطني والامتناع عن جر لبنان الى سياسات غير مألوفة على غرار المحاولات التي تعمدت زج لبنان ومصالح اللبنانيين في المسألة البحرانية. ما لن يقوله السيد حسن ان دول مجلس التعاون الخليجي من السعودية الى قطر والكويت وعمان وحتى البحرين، لم تقدم الى لبنان سوى ما يساعد هذا البلد وشعبه على تجاوز المحن والصعوبات ومواجهة مخلفات الحروب الاسرائيلية، وهي لم توظف أي جهد ودعم لها وأي مشروع يسيء لوحدة اللبنانيين وسلامة العيش المشترك بين اطياف المجتمع اللبناني.
وما لن يقوله السيد حسن انه هو المسؤول عن وضع لبنان في هذه الدائرة من التجاذب السياسي وان اكثر من نصف اللبنانيين او نصفهم بأقل تقدير لا يوافقون السيد حسن و"حزب الله" على مشروعهم السياسي ولا يعتبرون انتشار السلاح بالطريقة القائمة في كل المناطق هو امر لمصلحة الدولة ودورها في بسط سلطتها، ولا يجدون المال الايراني الذي يغدق على الاحزاب والقوى والتيارات والشخصيات استثمارا في درء المخاطر عن السلم الاهلي اللبناني او حماية لبنان من المخاطر الدائمة.
سنستمع بعد قليل من السيد حسن إلى جردة حساب ايرانية مع سعد الحريري، وسنسمع كلاما قد يرتقي الى مواجهة الحقائق الداخلية والعربية وقد يهبط الى لغة الاستقواء والوعيد. والكلام في النهاية لا يحجب الوقائع، فهناك حكومة تتعثر ولادتها ولا يدري رئيسها إن كانت تحتاج الى عملية قيصرية أن تلتقي بتقديم التنازلات لقيصر الرابية التي يريدها على صورة المستجدات الاقليمية اي حكومة المخاطرة الوطنية، وذلك في ظل تطورات غير مسبوقة في العديد من الساحات العربية، وعلى وقع هجمات عدوانية إسرائيلية نفذها جيش الاحتلال لقطاع غزة واسفرت عن سقوط 17 شهيدا.
أما مواجهات الأحداث في الساحات العربية فقد بقيت في سوريا التي ما زالت الانظار مشدودة اليها في ضوء الاحتجاجات التي شهدتها أمس والاعلان الصادر عن وزارة الداخلية التي أكدت فيه عدم التهاون والتسامح عن خرق القانون والحفاظ على أمن الوطن والمواطن وحماية النظام العام تحت ذريعة التظاهر.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
ليس من جمعة عربية إلا ووراءها سبت أسود يكشف حجم الضحايا. فيما يتحول التشييع الى جنازة أخرى. جمعة سوريا تبقى الأغرب والأخطر عربيا إذ إن العزم على الاصلاح والشروع في خطواته فعليا لم يجنب النظام غضب الشارع المزمن. الذي تتحكم فيه أجهزة غير متجانسة. وبعضها أصابه ضرر الإصلاح. رصاص درعا واللاذقية لم يجد من يتبناه: الداخلية السورية تحدثت عن موتورين يطلقون النار على المواطنين والشرطة من دون تمييز. والمنظمات الحقوقية دعت إلى محاكمة علنية لمطلقي النار. وبعض النشطاء اتهم الامن السوري الرسمي. فيما بث التلفزيون السوري صورا حية لسيارة بيضاء يترجل منها مسلحون ويطلقون النار، وصورا أخرى لعناصر تختبىء خلف الاشجار.
فمن هي الجهة صاحبة القلب الجريء التي تقدم في شوارع سورية محكمة على الانتحار والمجازفة بإطلاق النار؟ واذا كان هناك من استطاع تصويرها فلماذا لم يقبض عليها لمعرفة الجهة التي تريد العبث بالأمن والاسقرار السوريين؟ فمن المصلحة العليا لسوريا اليوم أن تكشف عن أولئك الذين يضرمون الفتنة على أرضها ويسعون لسفك نظامها الممانع والحصين في وجه إسرائيل. وعهدنا أن الطير الطائر تعرف جنسيته في سوريا، فكيف بمجموعات مسلحة تطلق النار وسط النهار وأمام الناس وترصد تلفزيونيا ثم تترك لقدرها. فأين أجهزة الأمن والاستخبارات والعيون اليقظة إلا اذا كانت الاجهزة تعمل من دون تنسيق وبعضها فتح على حسابه نظرا الى حجم الاضرار التي لحقت به؟
وعلى أهمية المشهد السوري يتقدم الخلاف الإيراني - السعودي - الاماراتي والذي ألصق به الرئيس الحريري الطرف اللبناني. طهران انتقدت اليوم التصرفات غير العقلانية وغير المحسوبة للسعودية في ملف البحرين، متحدثة عن عواقب وخيمة في المستقبل بسبب التدخل العسكري. وحيال هذا الملف وأمور داخلية أخرى يتحدث هذا المساء الأمين العام ل"حزب الله" لسيد حسن نصرالله. ومن تداعيات هذا الملف أن مصر ألغت زيارة كان مقررا أن يقوم بها اليوم للقاهرة الرئيس سعد الحريري. التبرير الرسمي المصري أسند الى انهماكات المؤسسة العسكرية الحاكمة، غير أن السبب الأقرب إلى المنطق هو أن مصر الجديدة ليست مستعدة في الوقت الراهن للدخول في سياسة الكنتونات العربية وتأليب دولة على أخرى، وهي غير جاهزة لتبني منطق الفرز الذي التزمه الحريري ضد ايران، مطلقا مواقفه من المنصة السياسية السعودية.
الخاسر الاول في إلغاء الزيارة سيكون العبد الفقير محمد زهير الصديق، فاذا كان الرجل ما زال في مصر فعليه أن ينتظر فرصة اخرى. أما إذا عاد إلى الإمارات فبرنامج الحريري حافل في المستقبل، ولكن بعد أن يفرغ رئيس حكومة تصريف الأعمال من قراءة مذكراته الويكيليكسية التي جاءت بقلم جيفري فلتمان. واللافت فيها أن تاريخها المؤرخ عام 2006 سبق التقرير الكندي بخمسة أعوام، ومع ذلك فقد جاءت المعلومات متطابقة لناحية دور العقيد وسام الحسن والتصاقه بالحريري الابن، ويذكر فيلتمان في انطباعاته ما سبق وكشف عن غياب الحسن عن موكب الرئيس رفيق الحريري يوم اغتياله، ما فتح الباب أمام كل نظريات انواع المؤامرة والتحليل لفيلتمان.
******************
الثلاثاء يونيو 17, 2014 4:14 pm من طرف المحامي منير العباس
