يا أمة الصدر

يا أمة الصدر

مالي أرى البحرَ ملتاعاً و هيجاناً
كأنه النوحُ يُبيكيهِ ، فأبكانا
فيلطمُ الصخرَ بالأمواجِ يضربُها
ويغسلُ الرملَ بعض الماء ، أحيانا
يبَكي كطفلٍ إذا ما أمُه ذهبت
أضحى وحيداً بهذا الكونِ حيران
قالوا الجنوبُ ، يصدُ الموتَ منفرداً
قلتُ الإمامُ ، لأجلِ اليومِ نادانا
******
فهبتْ هنا رجالُ اللهِ في أملٍ
تعانقُ الأرضَ أطفالاً و شُبانا
فلا كُنا إذا هذي العدى انتصرتْ
و هذا الذُلُ لا كُنا إذا كان
فموسى الصدرِ أوصَانا بعاملةٍ:
بحفظِ الأرضِ و الإنسانِ أوصانا
*********
فرُحَنا نزرعُ في أرضِ الجنوبِ دما
هذي الجثامينَ ، حتى اللهُ أنبانا
النصرُ حقٌ ، لشعبٍ قام َ مُنتَفِضَا
يقارعُ الظلمَ ، بالأجسادِ عَريَانَا
حتى حبانَا بِجُندٍ لسنا نَنْظُرُها
جندُ الملائكِ بعضٌ مما أعطانا
********
ها امةَ الصدرِ سيري للعلا أبداَ
فذا الإمامُ هنا لا زالَ يرعَانَا
وذا النبيهُ يحامي عنْ رُبى وطني
مخافةَ الذئبُ ، أنْ يغزو حنَايَانَا
فرُحَنا نَسموُ بفكرِ الصدرِ في وطنٍ
فيهِ النجومُ بعضٌ منْ عطايانا
سَطرَّنَا للعربِ تاريخاً يُشرِّفُها
وصِرنَا لِلمَجدِ و التاريخ عنوانَا
*********
زرعنـَا الأرضَ أجساداً لنا طهُرَت
والزرعُ أثمرَ هذا , النصرَ في قانا
مسَحْنَا للشمسِ ذلاً كانَ يَسكُنُهَا
فوقَ النجومِ جنوبيَّ ، هَا هُنا كانَ
يا امةَ الآلِ سيري للعلاَ أبداَ
لنْ يخذلَ اللهُ شعباً ، زادَ إيماناَ
مِنَا الشهيدُ و بعضٌ ظلَّ مُنتَظِراَ
قتلُ الحسين لأجلِ اللهِ ، أحَيانَا
عادَ الشهيدُ إلى أحضَانِنَا بَطلاَ
منْ ماتَ في اللهِ حراً عاشَ جَذلانا
فالموتُ موتٌ ،ولا يسعىَ إلى بَطَلٍ
أما الشهيد فحييٌّ في حنـَايانا
فَللـيزيدِ ضِعَافُ النفسِ أنْسُـبُهَا
و الحـرُّ أضْحَى بأرضِ الطفِ عُنْوَانَا
فالمجدُ يسمو , بأبطالٍ أشاوسةٍ
,الذلُ يخبو بِشَخصٍ كانَ من كانَ

و النصرُ شمسٌ أنارتْ من منائِرِنا
توزعُ النورَ أشكالاً و ألوانا
يا شهرَ أيارَ وزعْ في بيَادِرِنا
غلالَ نَصرِكَ عزاً فوقَ لُبنانَ
لا الأرزُ يحَيا إذا ما تبغَنَا ذبُلَتْ
أوراقُ شتلهِ في ذا الحقلِ عَطْشَانا
الأرضُ إن عطشتْ نرويها من دمِنا
حتى لتِنُبَتَ ريحانا و نعمانا
لو قدرَ الله أرضيِ اليومَ أنْ نَطَقَتْ
لقالَتِ الارضُ مُوسى الصدرِ أحيَانا
حيدرَ الكرارِ يا رمزَ العُلاَ أبدا
سيَبقى سيفُكَ البتَّارُ عُنوانا

مادُمتَ فينا ،فكلُ الكونِ منهزمٌ
لو فكَّرَ الكونُ أن يَدعُو لأعدانا
يا قالعاً بابَ اليهودِ بخيبرٍ
من الفِ عامٍ كتاب الله انبانــا
بفضلِ نهجِـكَ و البتـارُ في يدِنـَـا
باباً لذي الأعداءِ أشعلناهُ نيرانا
هذا ابنُ ملجمِ مسجونٌ بفعلتِه
هذي دمانا لأجلِ الله قربانا
قد أورقَ الدمُّ في أنحاءِ أمتنا
أنَّى نكـونُ فهـذا المجدُ قد كـانَ