رجل من بلادي

الشاعر الشيخ محمود مهدي / طيردبا /توفي الما يوم احتل العدو الصهيوني لبنان و دخل الى بيروت و كم تمنى ان يرى الوطن محررا و على ايدي احفاد و ابناء الامام الصدر بضعة آل البيت ... وقد اقيم احتفال تكريمي في ذكراه في بلدته طير دبا بدعوة من نادي المستقبل و الحركة الثقافية في لبنان ... و كانت لنا كلمة بالمناسبة :
بسمه تعالى
هذا هو الوجه الجميل لهذا الجبل العاملي الذي شغل العالم قديما و حديثا .. هو جبل عامل جبل الرجال الرجال و جبل الكلمة الهادفة جبل العطاء جبل الرجال الذين يكتبون التاريخ و يرسمون الجغرافيا على وقع زراعة الأجساد .وكما الأغصان تورق كل حين فها هي أشجار الأدب تورق و تزهر فتتفتح ورود الحاج الشيخ محمود مهدي ليفوح منه العبير كلاما هادفا و ليبني لنا منها بيوتا للشعر يسكنها عاطفة غامرة لحب الآل و نهج الأئمة الأطهار ..عاطفة صادقة لا تزلف ولا تملق .
هو الشاعر الذي كتب بحبر القلب كلاما يفوح منه العبير و لا تنتهي مفاعيله رغم موت الأجساد و اتحادها بتراب الأرض التي عشقها الشاعر ... هي حروف نقشها على لوح الذاكرة لتبقى لنا على مر الأيام كما نقش الصور الخالدة التي حفرها المقاومون على صخور هذا الجبل لتبقى مزارا على مدى الأيام لكل الأبجدية نستقي منها صورنا و منها نستوحي انطلاقة الكلمات الهادفات ....
ها أنت أيها الشاعر الشيخ .. تنسل إلى القلوب انسلال الماء إلى أعماق الأرض .. تفوح فينا كعبير الإزهار في حدائق الورود .. وها هي الطيبة التي طبعت عليها تورق فينا حبا لك و ها هو حلمك الباقي فينا حركة ثقافية على مستوى الوطن تشمخ بأمثالك الذين اتخذوا من الحرف سلاحا و من الكلمة بابا يلجون منه الى القلوب و الأفئدة ..وما هذا النادي بهيئتيه الإدارية و العامة الا حزء من هذه الحركة الثقافية على امتداد الوطن .
و اليوم اذ يقوم نادي المستقبل طير دبا بهذه الخطوة إنما يعمل على الاستقواء بالأقوياء من فرسان المعرفة في مجتمعنا و هذا النادي بما هو معروف عنه يبني صرحا للكلمة الملتزمة تحاكي قضايا الناس و تبعث الحياة في أرواح الراحلين فألف تحية و شكر للنادي بإدارييه و أعضائه على هذه البادرة الطيبة التي تسهم بإبقاء شعلة العطاء مضاءة وهاجة ...
ونعود للشيخ الشاعر الذي أعلن عشقه لوطنه ودينه ,,, فمن مساجد بيروت حيث كان خطيبا و خادما للمنبر الحسيني يبث العالم عشق آل البيت و طهر الدم الحسيني الثائر ..و حيث لم تثنه او تحبط عزيمته شهادة ابنه إبراهيم الذي التهمته الحرب الأهلية في أولى شراراتها بل زادته إصرارا و عزما ...إلى تنقله بين العراق و إيران حيث راح يثري المعرفة و يبث حب الال في نفوس الأهل .. والى إفريقيا حيث انتدبه الإمام الصدر مبشرا و داعيا للصراط المستقيم .. هذا هو الشيخ الذي به تحتفون قامة من قامات جبل عامل شق لنا دروباً تسيرُ بنا و تحملُنَا إلى يبادر و حقولِ الأبجدية ,فرش لنا سجادُ الحروفِ أزهارا تَفْرِشُ الطريقَ إلى معالم اللغة و الإبداع, زرع حدائق من الكلماتُ الشامخاتٌ على رصيفِ أعمارنا و الدروبِ،حتى لتحسبَ انكَ تدخلُ غابةَ الأبجدية لَتَحَارُ ما تَختارَ من ثمارِ تلكَ الأشجار الزاخرةِ بحلوِ الكلامِ وبديع البيان.... معلمٌ من معالمِ الثقافةِ الوطنيةِ الحقةِ،و علمٌ من أعلامِ جبلنا ألعاملي الراقي و صاحبُ قلم وفكر عصيٌّ على التَبَعِّيةِ و الارتهانِ , في زمنٍ أضحتْ فيهِ الرَّّزَاَنَةُ تُهمَةً و التَزلُّفُ أدَبَاً يَتَرَعْرَعُ على عتباتِ بيوتِ المالِ و القرارِ........
رسم لنا كلماتٌ و خطب و مواعظ أرادَها نِبْراساً لأمةٍ نطمحُ إليها, أمةً راقيةً تُولي مُثقفيها كلَّ عنايةٍ و اهتمام . .بني لنا بفكره و شعره الجسورُ نعبر عليها إلى أحلامنا ،و أمالِنا.من كلامه الإزهار و العبيرُ ،شاعر هو كموجُ البحرِ في حركةٍ لا تهدأُ يرسم لنا كلماتٌ ينقشها على ذاكرةِ وطنٍ يتنفسُ برئاتِ الأحرار و يكبرُ بعقولِ المثقفينَ و يحلمُ بعيونِ العباقرةِ و يُرفَعُ بأذرعِ الأبطال.. _وها هو نادي المستقبل طير دبا يشكل منارةُ العطاءُ الفكريِ و أرجُوحَةُ الكلماتِ الهادفةِ الى تطويرِ العملِ الثقافي, يعلن اليوم أن الرجال لا تموت و أن غيبت الأجساد فهم باقون في كل نفحة عطرة ..وهذا الجبل بعلمائه و أدبائه و مثقفيه شكل و لم يزل علامة فارقة في تاريخ هذا الوطن .. الذي دفع الإمام الصدر حريته ثمنا لانتصاره .. وزرع مع كل كلمة طيبة شوكة في عيون الأعداء تدرأ عنا كيد الحاسدين ... و الحاج محمود مهدي من الذين عشقوا الإمام الصدر و أجداده من آل البيت ففاح عطر الإمامة في كتاباته و أريج الوطن في شعره ... و خطابه ..
و إننا في الحركة الثقافية في لبنان إذ نثمن غاليا هذه البادرة لنادي طيردبا فإننا نشد على أيدي الجميع الاقتداء بهذه الأعمال و الأفكار لتبقى منارة العلم و العلماء مشعة على مساحة الوطن ...
,باسم الحركة الثقافية في لبنان نبارك لكم أعمالكم المشعةِ بنورِ العلمِ و المعرفةِ و الهداية و نترحم على شاعرنا الراحل ... ألف تحية له ولكم و السلام عليكم بسام بزون

لكي لا ننسى ولتبقى منارة العلم و العلماء مشعة على مساحة الوطن .دولة .. ورجالا"".من جبل .. عامل ألأبي ...