"حرب الأرقام" مستمرّة فصولاً... و"ويكيليكس" تكشف "عشق" إسرائيل للسنيورة!

لا يزال مشهد الثالث من آذار في ساحة الشهداء محور المواقف في لبنان..
ففيما غاب أي "مضمون" جديد عن الكلمات التي ألقيت في المناسبة، بقي "الاستعراض الحريري" الذي تمثل بخلع السترة وربطة العنق والتشمير عن الأكمام المادة الأساسية للسجالات بين من اعتبرها "مهزلة غير مسبوقة" ومن قرأ فيها "رسالة مبطنة" عن "جرأة" الرجل الذي لم يعد لا السلاح ولا غيره "يخيفه".
وإذا كان "الاستعراض الحريري" شكّل مادة تجاذب "ساخرة" مع انتشار النكات حول "مفاجأته النوعية"، فإنّ الساعات القليلة الماضية شكّلت مناسبة لاستمرار "حرب الأرقام" التي باتت "ثابتة" مع كلّ تظاهرة في لبنان.
فالفريق الآذاري الذي "جيّش" و"حرّض" منذ شهر، مستعملاً كلّ الأسلحة المحلّلة والمحرّمة لانجاح تحركه، لم يقتنع بمقولة "عشرات الآلاف" التي تحدّثت عنها وكالات الأنباء العالمية والمصادر العسكرية الموثوقة. هكذا، خرج النائب أحمد فتفت ليتحدث عن مشهد "مليوني" في وقت كان زميله النائب عاصم عراجي يؤكد لـ"النشرة" أنّ الأعداد المشاركة في التظاهرة كانت "تقريباً" هي نفسها الأعداد التي شاركت في تظاهرة الرابع عشر من آذار 2005.
وبعيداً عن "حرب الأرقام" التي لا يبدو أنها ستجد نهايتها في القريب العاجل، عادت وثائق "ويكيليكس" إلى صدارة الاهتمام من زاوية البرقيات غير المنشورة التي نشرتها صحيفة "الأخبار" والتي تظهر "العشق" الاسرائيلي لرئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، بعد يوم واحد فقط على "شهادة" رئيس حكومة تصريف الأعمال بأن "إسرائيل عدّونا، وهي تريد إسقاط السلاح وإدارته للداخل" وأنّ قوى الرابع عشر من آذار، التي تسعى إسرائيل بشهادتها لتعزيزها بمواجهة حزب الله، ستعمل لمنع ذلك!
أولمرت "يحبّ" السنيورة!
"أنا أحبّ رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، وسأكون سعيداً بلقائه في أي وقت"...
شهادة "الحبّ" هذه صادرة عن رئيس الحكومة الاسرائيلية السابق ايهود أولمرت، الرجل الذي قاد حرباً بلا هوادة ضدّ لبنان في شهر تموز من العام 2006، وذلك على ذمة وثائق "ويكيليكس" التي نشرتها صحيفة "الأخبار" في عدد اليوم الثلاثاء.
أكثر من ذلك، ووفقاً للوثائق نفسها، فإنّ أولمرت أوضح أنه يتفهم ضعف حكومة السنيورة ويدرك أنّ هذا الضعف هو ما يحول دون وضع يدها على الجنديين الاسرائيليين الأسيرين للتفاوض معها على إطلاق سراحهما.
وما لم يقله أولمرت قاله مسؤولون إسرائيليون آخرون، إذ تنقل الوثائق عن وزيرة الخارجية الاسرائيلية السابقة تسيبي ليفني قولها أنّ إسرائيل ولبنان يتشاركان الهدف نفسه وهو نزع سلاح حزب الله، في حين يكشف المدير العام لوزارة الدفاع الاسرائيلية غابي أشكينازي أن سياسة إسرائيل هي تعزيز السنيورة وتثبيت قوى الرابع عشر من آذار في لبنان في مواجهة حزب الله.
وللسنيورة حصته أيضاً في الوثائق التي تنسب إليه قوله صراحة أنّ هدفه السلام والأمن لإسرائيل والسلام ونزع السلاح للبنان. أكثر من ذلك، يقول السنيورة أنّ مزارع شبعا اختراع إيراني ـ سوري "وإذا تركتمــونا تحت رحمة السوريّين فسيسحقوننا"، يضيف مستنجداً. وعلى ذمة الوثائق - الفضيحة، يقول أنّ الأوان قد آن لتصبح إيران في قفص الاتهام بنظر الرأي العام اللبناني والعربي. ويذهب السنيورة لحدّ القول أنّ رد الفعل الاسرائيلي على أسر "حزب الله" لجنديين إسرائيليين يأتي بنتائج عكسية لأن الجمهور يدعم حزب الله.

الحريري يخوض معركة خاسرة..
وبالعودة إلى الداخل اللبناني، انصرف الفريقان الأساسيان إلى "تقييم" تظاهرة الثالث عشر من آذار للبناء عليها في المرحلة المقبلة، التي لا يبدو أن أياً من العناوين السجالية فيها سيتغيّر بضوء المواقف الأولية الصادرة ولا سيما عن رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي الذي لم يتردد في الحديث عن "استدعاء للفتنة" من خلال التظاهرة الآذارية غير المسبوقة.
وفيما غاب رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري عن الاعلام خلال الساعات الماضية تاركاً الساحة لـ"النكات" التي انطلقت بعيد "الاستعراض"، توجّه رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون إليه بالقول أنه مهما قال وفعل، سيكتشف انه لن يبارح مكانه، لأنه يخوض معركة خاطئة وخاسرة بكل المقاييس. وإذ اعتبر عون، في حديث لصحيفة "السفير"، أنّ "أزمة تجمع 13 آذار تكمن في كونه من دون غد، وشعاره الموجه ضد سلاح المقاومة يفتقر الى أي مدى أو إمكانيات"، تساءل: ماذا سيفعل سعد الحريري الاحد المقبل، والاحد الذي سيليه؟ هل سيقوم كل مرة بالتعبئة السياسية والشعبية حتى يظل شعاره الجديد حيا؟.
في غضون ذلك، برزت الزيارة التي قام بها وفد قيادي من "حزب الله" برئاسة رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد إلى رئيس كتلة "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، الذي انتقد الحريري على خلفية المستحيلات التي أعلنها في خطاب ساحة الشهداء، ودعاه الى التمسك بثوابت والده، متسائلاً كيف توضع المستحيلات، في حين أن مزارع شبعا لا تزال محتلة، وكذلك تلال كفرشوبا وقرية الغجر اللبنانية، "وما يُسمّى بالمجتمع الدولي لا يعيدها الى لبنان".
حكومياً، أجرى رئيس الحكومة المكلّف في الساعات الأخيرة سلسلة اتصالات بعيدة عن الاضواء شملت كلاً من الوزير محمد الصفدي، المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" الحاج حسين خليل، المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل، وينتظر ان تتوّج بلقاء بينه وبين العماد ميشال عون، لم يحدد موعده، ولكنه وصف بالحاسم على صعيد حسم موعد إعلان الوزارة التي بات مرجحاً أن تتألف من 24 وزيراً. وكان ميقاتي أكد، في مقابلة مع مجلة "تايم" الأميركية، أنّ الدافع الحقيقي وراء ترشحه لرئاسة الحكومة هو إنقاذ لبنان، واعلن انه سيتنحى ان لم يستطع ان يحمي البلد، كاشفاً انه يتمسك بالصيغة نفسها التي أتت في البيان الوزاري لحكومتي الحريري وفؤاد السنيورة حول المقاومة.

كلمة أخيرة...
إسرائيل تريد أيضاً إسقاط السلاح، شعار انتشر في ساحات بيروت رداً على حملة "الشعب يريد إسقاط السلاح" الذي نظمتها قوى الرابع عشر من آذار، الأمر الذي جعل هذه القوى تنتفض ضدّ المنطق التخويني المستمرّ..
لكنّ الرسالة، التي وصلت، وصلت أيضاً عبر إسرائيل نفسها التي أقرّت في أقوال منسوبة إلى كبار قيادييها بـ"حبّها" لهذه القوى و"مشاركتها" لها في الهدف نفسه..
وماذا بعد كل ذلك؟!

من تتقاطع مواقفه مع العدو الصهيوني فيما خص سلاح المقاومة ، فهو صهيوني بإمتياز وسنتعامل معه على هذا الأساس ، شكراً لك اخي العزيز ...

(إن ينصركم الله فلا غالب لكم)