"الحبوب المخدرة" منتشرة في المدارس والمسؤولية على الاهل بالدرجة الاولى

يؤكد مدير الاشراف والتوجيه في وزارة التربية والتعليم العالي جان حايك الانتشار الكبير لظاهرة "الحبوب المخدرة" في بعض المدارس، لافتا الى ان الظاهرة ليست بجديدة، مذكرا بتصريحات للعديد من المسؤولين في السابق التي نبهت منها.
ويشير حايك، في اتصال مع "النشرة"، الى ان هناك بعض الاشخاص الذين يقفون على ابواب المدارس وفي بعض الازقة ويروجون لها بين الطلاب عن طريق ايهامهم بأنها "حبوب مقوية للعضل" أو "سكاكر"، كاشفا ان وزير التربية والتعليم العالي حسن منيمنة اتصل بوزير الداخلية والبلديات زياد بارود للتنسيق والتعاون في معالجة هذه الافة.
وردا على سؤال عن الخطوات التي تقوم بها وزارة التربية في هذا الاطار، يشير الى ان مديرية الاشراف والتوجيه تقوم بالعديد من حملات التوعية في المدارس الرسمية، لكنه يلفت الى نقص في عديد المديرية التي تضم 75 موظفا وتغطي حوالي 1300 مدرسة رسميا، ويشدد على ضرورة وجود موجّه تربوي في كل مدرسة كما يوجد موجّه صحي مع تأكيده على أهمية الصحة النفسية في هذا الاطار وعلى ان وجود الموجّه النفسي يساعد على ملاحظة الحالات بالسرعة المطلوبة.
كما يشتكي حايك من عدم تعاون الاهل مع برامج التوعية التي تقوم بها الوزارة، لافتا الى أنه عند القيام بندوة في احدى المدارس على سبيل المثال، يحضر عدد قليل جداً من الاهالي، مشددأ على ان المسؤولية تقع بالدرجة الاولى على الاهل لمساعدة المدرسة والاجهزة الامنية في مكافحة هذه الظاهرة.
وفي الختام يعلن حايك عن استعداد الوزارة بالتعاون مع الجمعيات الاهلية التي تنسق معها للقيام بحملات توعية للاهالي والطلاب في أي مدرسة تطلب ذلك.

من يحمي شبابنا؟
للتأكد من هذه الانباء وللتعرف على الاجراءات التي تقوم بها الاجهزة المعنية في مكافحة هذه الظاهرة كان لابد من التوجه الى مكتب مكافحة المخدرات المركزي في لبنان.

كفر بالحقيقة وظلم للأهل والمدارس الرسمية..
ينفي رئيس مكتب مكافحة المخدرات المركزي العقيد عادل مشموشي ما تحدث عنه حايك وبعض الوسائل الاعلامية، مشيرا الى ان ما يقال هو "كفر بالحقيقة وظلم للأهل وللمدراس الرسمية"، متسائلا عن المصلحة في اشاعة هذا الجو من البلبلة في البلد خاصة في اوساط الطلاب والاهل، ويدعو من لديه معلومات ليتقدم بها لتتم متابعة القضية من قبل المكتب.
العقيد مشموشي، وفي حديث لـ"النشرة"، يؤكد مع ذلك وجود حالات ادمان بين طلاب حيث وصل عدد الطلاب المتعاطين منذ مطلع العام الحالي وصولا ليومنا هذا الى 169 حالة، ولكنه ينفي بشكل قاطع ان يكون الترويج للمخدرات يتم داخل حرم الجامعات والمدراس، ويلفت الى ان الطلاب هم جزء اساسي من المجتمع وبالتالي من الطبيعي ان يكون هناك حالات ادمان بينهم اذ انهم الفئة المستهدفة، مؤكدا أنه منذ العام 1952 لم يتم ضبط اي حالة في المدراس والجامعات، وهذا ما تؤكده الاحصاءات الرسمية الموجودة في المكتب.


وعن قصة الطفل محمد علي محفوظ التي اثيرت في الاونة الاخيرة في بعض وسائل الاعلام وتحدثت عن أنه يتعاطى مواد مخدرة في احدى المدارس الرسمية، يستهجن العقيد مشموشي طريقة تعاطي وسائل الاعلام مع هذه الحالة، مؤكدا ان التقارير الطبية تشير الى ان الطفل ادخل الى المستشفى بسبب "هزة حيط" وهو كان قد عولج في السابق بسبب "كهرباء في الرأس"، وأثبتت التقارير عدم وجود أي مواد مخدرة في جسمه، ويكشف أنه سيقدم تقريرا عن الموضوع مفصلا فور الانتهاء من التحقيق، داعيا وسائل الاعلام لتكون "صفا واحدا مع المكتب لمكافحة المخدرات".
المدمن مريض أو مجرم؟؟
وسط كل ذلك، يؤكد ناشط في احدى الجمعيات الاهلية التي تعنى بعلاج المدمنين على المخدرات ان من ابرز الصعوبات التي يواجهها المدمن تتمثل بنظرة المجتمع اليه باعتباره مجرما, ويشدد على انها نظرة خاطئة جدا لانه لا يجوز للمجتمع أن يدين ويحاسب المدمن قبل أن يدين نفسه، بالاضافة الى مسألة السجل العدلي حيث ان المدمن الـذي اتم برنامج تأهيله يجد ان الاحكام الغيابية ما زالت موضوعة على سجله العدلي ما يشكل عائقا أمامه للاستمرار في الحياة ويحول دون حصوله على عمل أو السفر للخارج لاستكمال دراسته.
كما يؤكد ان المدمن ليس مجرما بل هو ضحية الدولة والمجتمع والمطلوب احتضانه ومساعدته للعودة الى حياته الطبيعية، لافتا الى ان معاملة المدمن كمجرم تضر أكثر من ما تفيد ولا تؤدي الى أي نتيجة.
ومن جهة ثانية يلفت الى أهمية دور الاهل في المساعدة خاصة في المرحلة الاولى، مشيرا الى ان الاهل يحاولون دائما لملمة الموضوع خوفا من نظرة المجتمع لابنائهم ويسعون الى معالجة الامر بأنفسهم الامر الذي يؤدي الى خروج الامر عن السيطرة بسبب تصرفاتهم الخاطئة في حين ان المطلوب متابعة المدمن من قبل اختصاصيين طبيين ونفسيين، داعيا الاهل الى التعاون لانقاذ ابنائهم وعدم التكتم عن المشكلة.

كيف يمكن للأهل المساعدة؟
يشير الناشط نفسه الى ان هناك العديد مع العوارض التي قد تساعد الاهل في اكتشاف الادمان عند ابنائهم في مرحلة مبكرة ومن بينها "التغيير في السلوك، هروب مستمر، عدم الاستقرار في مكان واحد، علاقة عدوانية مع الأهل، غياب غير مبرر في الليل والنهار عن المنزل، انطوائية، رسوب متكرر في المدرسة"، الا انه يؤكد ان هذه العوارض لا تؤكد بالضرورة وجود حالة الادمان الا انها قد تكون مؤشر له.

انها المخدرات آفة العصر وقاتلة الشباب.. ألم يحن الوقت لنقف صفاً واحداً من مكتب مكافحة المخدرات الى جمعيات أهلية ومؤسسات تربوية ووسائل اعلام وأهل في وجه عدوة المجتمع؟
كل مواطن يستطيع ان يكون خفيرا في المساعدة على مكافحة هذه الافة وفي القاء القبض على مروجي المخدرات، والمسؤولية الاساسية تقع على عاتق الشباب فهم المدعوين الى حماية انفسهم عبر رفض الانجرار الى الادمان.

haj rodwan كتب:

انها حرب من نوع اخر وهذا ما اكده سماحة الامين العام السيد حسن تصرالله منذ مدة وقد حذر من خطورة الموضوع
المسؤولية تقع على الجميع من البيئة الذي يعيش فيها ومن الاهل حيث لا رقابة على اولادهم وعلى المدرسة او الجامعة وايضا وايضا على القوى الامنيه المختصة بهذا الشان.

انا براي يجب ان يوضع برامج توعية ومركزة والعمل الجدي على هذا الموضوع والا خطورة انتشاره هو خدمة لاسرائيل .

تقبل تحياتي

اؤيد بكل ما جاء بع الحاج رضوان وهي مسؤولية الجميع بالاضافة الى التربية الصحيحة وزرع روح المسؤولية في اطفالنا وتبيان مخاطر هذه الافات.

موضوع مفيد واصبح ضرورة ملحة لمجتمعنا الغارق قي هذه المخاطر
شكراً لك سيد علي على هذا الموضوع الرائع والمفيد

لكم تحياتي وتقديري

أوافقكم الرأي و أرى انها حربا مكشوفة لا مستترة بيننا و بين كل أعدائنا الذيم يريدون اغتيال المستقبل باستهذافهم الشباب و الطلاب و اليافعين...انها مسؤؤلية وطن بأكمله لا جهة و لا اهل و لا جمعيات و هيئات فحسب أجارنا الله جميعا من هذا اليلاء البشع . و دمتم بأف خير