التعليم والتربية في المدرسة متناقضان

إن عامل التربية يختلف عن عالم التعليم ، فإن التعليم هو إعطاء العلم بشيء بعد أن سبقه الجهل به ، وهو يعتمد على إلقاء المحاضرات أو الدروس التي تحوي معلومات تعنى بتفهيم الطالب لها أو إدراكه لها . فإن التعليم إذن هو مجرد تلقين نظريات وقواعد وقوانين محدّدة في فن من الفنون قد تتحول إلى عمل وقد لا تتحول ، وهذا بخلاف التربية فإنها تطال داخل الإنسان وباطنه الخُلقي والروحي والنفسي في عملية معقدة بين المربِّي والمربَّى لتحدد السلوك الخارجي لهذا الأخير وعلاقته مع الله والنفس والآخر ، ولا تقل أهميتها وخطورتها عن أية مهمة أخرى : أما أهميتها فلأنها تطال كل إنسان وكل أفراد البشر تماماً : صغيراً كان أم كبيراً ، ذكراً كان أم أنثى ، غنياً كان أم فقيراً ، مثقفاً أو غير مثقف ، متخصصاً في علم أم غير متخصص وهكذا ...
وأما خطورتها فيكفي للتدليل عليها أنها تتلاقى كثيراً وتتناغم مع ما يسمى "بالجهاد الأكبر" الذي لا يتسنى لكل أحد القيام به ، فالتربية إذن تختلف جذراياً عن التعليم .
ومن هنا نسجل ملاحظة على العرف الشائع في زماننا الحاضر ـ وفي مدارسنا بشكل عام ـ حيث يطلق الناس على المعلم صفة المربّي مع أنه مجرد مدرّس وملقّن ولا يعبأ بالمحتوى الداخلي الروحي للطالب لأنه ليس من اهتمام هذا المعلم ولا اختصاصه . نعم ربما يكتسب الطالب بعض عادات وتقاليد وسلوكيات أستاذه ولكن هذا من باب التقليد والمحاكاة وليس من باب التربية في شيء وخاصة حينما يتأثر به في بعض سلوكياته السيئة .
وهكذا نقول إن أغلب المدارس ـ إن لم نقل كلها ـ ليست دورا للتربية إذ أن جلَّ اهتمامها أو كله ينصب على التعليم فقط لتأمين أعلى نسبة نجاح في إمتحانات آخر السنة حيث يُظهر الطلاب كفاءاتهم في حفظ المعلومات التي تلقوها وحَشَت المدرسة رؤوسهم بها دونما اهتمام بسلوكياتهم وتصرفاتهم وبناء شخصيتهم المميزة في الآداب ، وصناعة الإنسان السوي في أخلاقة الفاضلة .
إن اهتمام مدارسنا بالجانب التعليمي النظري وحشد كميات هائلة من المعلومات واعتماد أحدث المناهج التعليمية المتطورة وتركيزها على هذا الجانب فقط إنما هو لجلب أكبر عدد ممكن من الطلاب من خلال حملة إعلانية شاعت في السنوات الأخيرة وهي إعلان نسبة النجاح 100% في أغلبها ، كل ذلك لإغراء الطلاب للإلتحاق بهذه المؤسسة التعليمية أو تلك ، وفي ذلك زيادة ربح مادي للمدرسة ذات النفس التجاري غالباً ولإغراء الطالب بالنجاح الذي يؤمن له وظيفة معيشية في المستقبل .
وهكذا تحولت المدرسة بشكل عام إلى دار تجارية للتعليم لتخرّج عناصر مادية همها تأمين المستقبل المالي فقط . وقد نجح بعضها بطرق ملتوية في ذلك فأعطت نسبة المئة بالمئة نجاحاً ولكنها أعطت أيضاً نسبة 60 بالمئة منها يمارسون الإدمان على المخدرات والكحول والتدخين عدا عن حالات الفساد الأخرى الكثيرة والخطيرة حسب بعض الإحصائيات .
إنها بالفعل دور تهدف للمادة فقط وليست دورا تربوية ، ومعلموها في أغلبهم كذلك ، وأين هذا من الإهتمام بتربية الطلاب وصنع أخلاقياتهم "وهل فاقد الشيء يعطيه" .
فانظروا يا أخواني أين تضعون أولادكم وبرعاية من فالبعض يضع أولاده في مدارس لا تمت لديننا بصلة فيكسب علما ولكن يخسر ديناً ويخسر ولده من غير أن يشعر وهكذا الحال في الذين يربون أولادهم على طريقة الغرب لأنه ليس عندهم وقت فوقتهم وهمهم هو جمع المال فيجمع المال ولا يستطيع أن يجمع شتات أولاده الذين تربوا تربية لا تمت إلى ديننا ومعتقداتنا وعاداتنا بصلة .
وشكرا لكم وتقبلوا هذا النص بصدر رحب وأعتذر من المعلمين والمعلمات الذين ليسوا معنيين بهذه المقالة وهم يعلمون أنفسهم ولكني تكلمت عن هذه المشكلة الاجتماعية بشكل عام .
والسلام عليكم ورحمة الله .

الموضوع مهم جدا ولكن بالنسبة للتربية فاعتقد ان المدارس تتحمل جزء صغير من هذه المسؤلية و الباقي يتحمله الاهل لانه من واجب الاهل ان يهتموا باولادهم حتى سن العشرين على الاقل و انا رايت الكثير من الاولاد الذين يقومون بالاعمال القذرة و في نفس الوقت رايت عدم المبالات من اهاليهم
ارجو تقبل ملاحظتي